رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

«ضعف الثقافة» و«نقص التوعية».. أبرز معوقات تعميم عداد الغاز مسبق الدفع (تقرير)

عالم الطاقة

صعوبة تقنية العدادات تكبد شركات التوصيل خسائر وتُهدر الوقت

«البترول» تستهدف تركيب 600 ألف عداد العام الحالى

 

تقرير كتبه_ محمد صلاح

أزمة باتت تواجهها شركات توصيل الغاز التى تقوم بتركيب العدادات للمتقدمين من المواطنين الراغبين فى توصيل الغاز الطبيعى بوجه خاص بعدما تم استبدال عدادات الغاز العادية بأخرى مسبقة الدفع بـ"كارت" ، وذلك فى إطار خطة الدولة تعميم العدادات "مسبقة الدفع " بالمياه والكهرباء و الغاز أيضا، إلا أن هناك بعض الصعوبات والشكاوى المتكررة والمستمرة التى تواجه شركات توصيل وتركيب عدادات الغاز سواء الحكومية التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية أو الشركات الخاصة الحاصلة على رخص مزاولة أعمال تركيب وتوصيل الغاز الطبيعى لبعض المناطق ومن ثم ايضا تقوم بعمليات التحصيل.

 

الأزمة الكبيرة التى تبحث شركات الغاز لها عن حلول جذرية هى كيفية تعامل المواطن مع عداد الغاز "مسبق الدفع"، خاصة أنه له نظام عمل معين يمثل صعوبة على من يستخدمه فى المناطق العشوائية او الشعبية بوجه خاص التى تقل فيها خبرة التعامل وضعف ثقافة المواطنين وعدم درايتهم بكيفية التعامل مع شحن العداد او اليات تشغيله مما يعرضهم لمخاطر جسام وكذلك عدم وجود الطوارئ على مدار اليوم،خاصة أن هناك أيام محددة من كل شهر يتم إجراء عمليات الشحن ويتطلب عند اتباعها اتخاذ المواطن صاحب الوحدة السكنية عدد من الخطوات التى تتيح له إعادة تشغيل ضخ الغاز وانتظامه بعد تسجيل رصيد الشحن الخاص الجديد بكارت العداد الموجود مع كل مواطن لديه عداد مسبق الدفع فى الشقة او الوحدة السكنية التابعة له.

 

فيما اختلف المواطنون حول جدوى مميزات وعيوب تطبيق فكرة شحن الغاز الطبيعي بكروت ذكية مدفوعة مقدماً بدلاً من الفواتير الشهرية علي الاستخدام ، إذ من حيث الفائدة أو المميزات يمكن للمواطن من متابعة وضبط الاستهلاك بشكل مستمر وتوفير عنصر الأمان للمستهلكين بتجنب دخول متخصصي القراءات إلي المنزل.

 

أما فيما يتعلق بالعقبات والمشاكل ، فهى تتمثل فى صعوبة تعميم إحلال وتبديل جميع العدادات القديمة التى تبلغ 12 مليون عداد في حين يمكن تطبيق هذه الطريقة في المدن الجديدة والمنتجعات فقط بالإضافة لصعوبة التطبيق من حيث توفير منافذ بيع كروت الشحن في أوقات وساعات متأخرة وعدم توافر مراكز خدمات وشحن وطوارئ فى معظم المناطق.

 

كما تتمثل عيوب الإعتماد على العدادات مسبقة الدفع فى الغاز انها ستؤدى إلى زيادة أزمة البطالة، لأن تطبيق الفكرة يلغي وظيفة آلاف يقومون بتحصيل فواتير الغاز، وقد تخلق أعباء لقطاع الغاز الطبيعي في غني عنها، فضلاً عن تكبد العملاء أعباء إضافية منها تكلفة الكارت التى ربما تكون أعلي من قيمة الفاتورة الشهرية إضافة إلى أن تعميم العدادات مسبقة الدفع في جميع المناطق التي تستخدم الغاز الطبيعي يتطلب تغيير العدادات القديمة وتوفير منافذ بيع لكروت الغاز في هذه المناطق، حيث كان من السهل نسبياً  تنفيذ ذلك فى المناطق البعيدة والمدن الساحلية والمنتجعات والمدن الجديدة والتجمعات العمرانية المغلقة، ويمكن تنفيذها دون صعوبات في البنية التحتية، نظراً لأنها مناطق جديدة، ولم يصل إليها الغاز الطبيعي بعد، كما أن الشريحة التي تقطن هذه المدن لن تمانع في دفع مقابل عداد جديد يعمل بالكروت المدفوعة مقدماً بدلاً من النظام القديم.

 

فيما تصدرت مشكلة نفاد الرصيد بكارت الشحن في أوقات متأخرة وصعوبة إعادة الشحن حتي الصباح التى تعد من أهم التحديات التي تواجه مشروع عداد الغاز مسبق الدفع بالإضافة لصعوبة التعامل مع العداد الذكى الذى يتطلب عدة خطوات قبيل تشغيله وتمثل عقبة امام الكثير من المواطنين ممن لا يجيدون القراءة او الكتابة او حتى التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ، حيث عند تشغيل العداد مسبق الشحن لابد من وضع الكارت داخل العداد والقيام بالضغط على الزر حتي  تظهر لك رسالة الكارت مقبول .

 

هذا وتم وضع حد أدنى لشحن الكارت الخاص بعدادات الغاز حيث تبلغ قيمة الحد الأدنى عند الشحن  50 جنيها، أما عن الحد الأقصى فهو 350 جنيها، ومقابل هذه القيمة يمكن للمواطن التحكم في استهلاكه، ومعرفة المتبقي في رصيد الكارت، وإعادة شحنه في حالة نفاذه.

 

وبالنسبة للشحن، يجب شحن العداد بحد اقصى كل ثلاث اشهر ، بحيث يتم احتساب الثلاثة اشهر من يوم واحد فى تاريخ الشحن ، وعند عدم الشحن فإن ذلك يعرض لفصل الخدمة ، وذلك للتأكد من حالة العداد مثال الشحن يوم 10 يناير إذن يجب إعادة الشحن قبل 1 ابريل.

 

اما فيما يتعلق بتعليمات الشحن والامان فيجب وضع الكارت على العداد قبل الشحن ثم يتوجه الشخص عند سماع صافرة الإنذار بنفاذ الرصيد للتأكد من غلق جميع محابس الغاز قبل الشحن والإنتظار لخمس دقائق قبل تشغيل الغاز .

 

وفى حالة عدم ظهور gas off يتم الإنتظار خمس دقائق إضافية وفى حالة ثبات الرسالة لابد من الإنتظار نصف ساعة أما فى حالة عدم رجوع الغاز مرة أخرى بعد ثلاث محاولات فلابد من الإتصال بالطوارئ .

 

اما فيما يتعلق بصيانة العداد فيتم عمل صيانة دورية للصمام الداخلى للعداد يوم 15 من كل شهر، مع تجنب استعمال الغاز فى منتصف الليل "الساعة 12"، اما فى حالة استخدام الغاز يتطلب غلق المحابس والضغط على الزر ، حيث يتم الإنتظار لمدة خمس دقائق قبل تشغيل الغاز ..أما فى حالة ظهور gas off  يتم الإنتظار لمدة خمس دقائق إضافية وفى حالة ثبات الرسالة يتم الإنتظار لنصف ساعة.

 

فيما يخص الرسوم والقسط الشهرى ، يتم خصم الرسوم الإدارية والقسط الشهرى يوم واحد من كل شهر وكذلك يرجى الشحن مسبق بقيمة مناسبة لعدم التعرض لفصل الخدمة حيث يتم التعرف على قيمة الرسوم والقسط من قبل مسئولى النظام من فرع الشحن ومن ايصال الشحن أما فى حالة فصل الخدمة يرجى وضع الكارت على العداد والتوجه لأقرب فرع للشحن.

 

اما فيما يتعلق بإنقطاع الغاز وفترة السماح ، فلا ينقطع الغاز فى اوقات السماح يومى الجمعة والسبت ومن الساعة الرابعة عصرا حتى التاسعة صباحا وايام العطلات الرسمية والأعياد ، بحيث يجب التأكد من وجود رصيد قبل الدخول فى فترات السماح حيث لن يتم إعادة التوصيل فى حالة نفاذ الرصيد قبل أوقات السماح مع سماع صوت الإنذار ثم يليه محاولة تشغيل الغاز لأول مرة والتى تتطلب توجه المواطن لأقرب فرع قبل الوصول لحد الإنذار بنفاد رصيد الشحنة الابتدائية لتجنب فصل الغاز بالعداد مع ضرورة وضع الكارارت داخل العداد قبل التوجه للشحن في كل مرة.

 

و في حالة نفاد الرصيد يرجي التوجه لأقرب وحدة شحن لإعادة شحن رصيد جديد، إذ أن الحد الأدني للشحنة شهريا 50 جنيه في حال عدم وجود أقساط وحال وجود أقساط فإن الأقساط تخصم مسبقا ، بالإضافة إلي الشحنة الشهرية المقدرة ب50 جنيها، وبعد الشحن يرجي التأكد من وجود مبلغ الشحن الذي تم الشحن به وكذلك يرجي الانتظار بضع دقائق حتي يتم سريان الغاز داخل المواسير الناقلة له لأماكن التشغيل سواء البوتجازات أو السخانات

 

وخلال فبراير الماضى ، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية الانتهاء من تجربة عدادات الغاز الطبيعى مسبقة الدفع والتى تسعى لاتخاذ إجراءات لتوريد 200 ألف عداد، بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، خلال الربع الثاني من العام الحالي، حيث تمت تجربة العدادات بنجاح بواقع 20 ألف عداد فى مناطق الأسمرات 1،2 بالقاهرة، وبشائر الخير 1، 2، 3 بالإسكندرية.

 

وكانت شركة "تاون جاس" لتوصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل قد قالت في وقت سابق إنها تسعى إلى تركيب 60 ألف عداد مسبق الدفع في المناطق الجديدة العاملة بها، حيث إن تركيب العدادات مسبقة الدفع سيبدأ من شهر يوليو 2020 وحتى يونيو 2021، وذلك بالاتفاق مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية"ايجاس"

 

وتستهدف وزارة البترول والثروة المعدنية الانتهاء من تركيب 600 ألف عداد غاز مسبق الدفع بنهاية العام المالي الحالي 2020-2021، حيث تم الإتفاق بين وزارتى البترول والإنتاج الحربى على إسناد توريد 1.2 مليون عداد مسبوق الدفع لإحدى شركات وزارة الإنتاج الحربي للبدء في طرحهم للإستخدام خلال العام المالي الحالى.


تم نسخ الرابط