رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

المهندس هاني فاروق يكتب: تخمة الغاز والصراع مع الطاقه المتجددة.. حتي لا يتحول الحلم إلى كابوس

عالم الطاقة

إن البحث السيزمي ثنائي وثلاثي الابعاد والتي قامت به مصر في البحر المتوسط والبحر الاحمر أشار بتوفر مخزون هائل من الغاز الطبيعي خاصه في شرق المتوسط وهو ما شجع شركات التنقيب علي زياده استثماراتها في البحث عن البترول والغاز وهذا ليس فقط في المياه الاقتصادية المصرية ولكن في كثير من دول حوض شرق البحر المتوسط.
هذا في حد ذاته يدعو الي التفائل لمستقبل الغاز الطبيعي في مصر بعد ان حققت الاكتشافات الاخيره توازنا بين الاستهلاك المحلي والانتاج مما ساعد علي ايقاف استيراد الغاز والذي كان يمثل عبئا علي ميزانيه الدولة المصرية مع ضروره توفير العملة الصعبة للاستيراد وهذا ايضًا ساعد في ارتفاع وتحريك سعر الدولار والذي أثر بطريقه مباشرة علي ارتفاع الاسعار في السوق المصري.
وكان منتدي غاز شرق المتوسط واختيار القاهره مقرا له هو خير دليل علي أهمية الدور المصري في صناعة الغاز خاصة بعد انضمام سبع دول للمنتدي ومشاركة الإتحاد الأوروبي ووزير الطاقة الامريكي وكان من اسباب هذا الاختيار والذي قتل بحثا هو توفر البنيه التحتيه من اكتشافات تمت واكتشافات متوقعه وتوفر معامل تسيل الغاز وهي الاوحد في المنطقه وكذلك توفر معامل التكرير وخطوط نقل الغاز والبترول مع توفر مستودعات تخزينه. 
إن أهداف منتدي غاز شرق المتوسط هامة إلي كل أعضاء المنتدي المنضمين حاليًا او من هم سوف يسارعون للانضمام له وذلك لضمان توفر الغاز للمستهلكين بأسعار تنافسيه او تيسير وتنظيم حركه البيع للمصدرين. ويعتبر تصدير الغاز الطبيعي هو أحد الاهداف الرئيسيه لمنتجي الغاز الطبيعي.
هنا يجب أن لا نغفل التحديات التي تواجه أحلام تصدير الغاز وحتي لا يتحول الحلم الي كابوس.
إن صناعه الغاز هي مفتاح نجاح الاقتصاد وليس تصديره في صورته الاساسيه. هنا قد يتسائل القارئ لماذا وقد بنينا امالا واحلاما لتصدير الغاز والاجابه هي بسبب التحديات التي تواجه تخمه الغاز المكتشف.قال بنك أوف أميركا "المشكلة الحقيقية ، في رأينا ، ليست نمو سعة تصدير الغاز الطبيعي المسال خلال العام المقبل ، وإنما هو نقص الإضافات في سعة الغاز الطبيعي المسال في 2021-2023".
كما انه بحلول منتصف عام 2020 ، بدأت الطاقة المتجددة في البدء في تناول حصة السوق في صناعة الغاز. حتى الآن ، نما الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة الكهربائية بشكل سريع ، حيث استحوذ على حصة سوقية من صناعة الفحم المميتة. ولكن في هذا القرن سيكون للغاز وقت أكثر صعوبة ، حيث يبدأ في الوقوع فريسة لتنظيف الطاقة.
ان منحني اسعار الغاز في السوق العالمي ينخفض بصوره دراماتيكيه لتوفر الغاز المكتشف مما يجعل الاعتماد علي تصدير الغاز ليس بالربح المرجو مقابل التكاليف الباهظه لاستخراج الغاز وخاصه في المياه العميقه.
والتحدي الاخطر هو اتجاه العالم الي استخدام الطاقه المستدامه بديلا للغاز نظرا لرخص تكاليف انتاج الطاقه منها وهذا يقلل الطلب علي الغاز الطبيعي مما يساعد علي انخفاض اسعاره بصوره اكثر خطوره.

لمواجهه هذه التحديات يجب ان يكون لدينا استراتيجيه في صناعه الغاز خاصه ونحن علي ابواب اكتشافات كبيره في غضون العامان القادمان. يجب ان تتوجه استراتيجيتنا الي تصنيع الغار لتحويله الي غاز مسال حيث ان الطلب علي الغاز المسال مازال موجود ونحن نملك البنيه التحتيه لهذه الصناعه بأمتلاكنا مصنعي ادكو ودمياط والتي هي اساس تحويل مصر الي مركز اقليمي لتداول الطاقه.

أن الدراسات الاقتصاديه لصناعه الغاز مطلوبه في مراحل مبكره حتي لا يتحول الحلم الي كابوس.


 
م. استشاري  هاني فاروق اسماعيل، خبيرتخطيط واداره مشروعات البترول والغاز
عضو صفوه الخبراء المصريين للتنميه
 


تم نسخ الرابط
ads