رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

محمد العليمى يكتب:-القانون تحكمه مواده..والشارع يحكمه الفيسبوك

عالم الطاقة

صعد الخطيب منبر المسجد فى قرية تلا بمحافظة المنوفية لإلقاء الخطبة التى لم تستغرق سوى دقيقة ؛ فقد اقتصرت على جملتين (( أيها الناس عودوا إلي بيوتكم وربوا أولادكم وعلموهم ان هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم )) ونزل الخطيب من المنبر وهو يردد الآية الكريمة "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ".

جاءت الخطبة ردًا على الجريمة البشعة التى شهدتها القرية قبل أيام عندما ترصد أحدهم ويدعى محمد راجح بالاتفاق مع ثلاثة آخرين للشاب محمود البنا ردا على محاولته معاتبة الاول علي تعرضه لإحدى بنات القرية ثم كتب على الإنستجرام" من يتعدي علي امرأه فهو امرأه " مما اثار حفيظة القاتل ليقوم راجح بقتله ذبحا فى جريمة حولت القرية إلى منصة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعى تطالب بإعدام راجح وأن هناك من زوروا شهادة ميلاده ليهرب من العقاب.

النيابة العامة التى استأنفت في بداية الأسبوع مرافعتها فى القضية التى جرى تأجيلها لجلسة ٢٧ أكتوبر الجارى للإطلاع على السن الحقيقى للمتهم راجح التى ما زالت تشعل الرأى العام جاء بيانها حزينًا معبرًا عن الحالة المزرية التى وصلت إليها أخلاق مجتمعنا.. ففى بيان إحالة المتهمين للمحكمة ناشدت النيابة العامة كل ولى أمر مراقبة أطفاله وشبابه فى المراحل العمرية الحرجة، التى تتشكل فيها شخصياتهم.

أن قتل محمود البنا على يد محمد راجح ما هو إلا صورة تعكس العلاقات بين بسطاء الناس وأصحاب النفوذ فحينما يفسق المترفون دون رادع من المجتمع يأتى الهلاك وفى القرآن الكريم ؛
"وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "

ما حدث ليس سوى نتيجة طبيعية للأفلام التي تجعل من البلطجة بطولة وتجعل من السفالة كرامة وتجعل من الانحطاط الأخلاقى منهجا للحياة.

واقعة قتل مع سبق الإصرار والترصد وترويع وإرهاب لكل من حاول إنقاذ محمود البنا هذا كان رأي شهود الواقعة حيث توجه الجاني محمد راجح ومعه ثلاثة من الجناه منددًا بما بدر من المجنى عليه دون إيضاح، ثم تناهى إلى سمعهم لاحقًا صوت مشاجرة، وبالتحقق من الأمر أبصر المتهم الأول ممسكا بتلابيب المجنى عليه وشاهرًا فى وجهه مطواة، وعبوة بها مادة حارقة للعين، مصنعة للدفاع عن النفس، وبرفقته المتهم الثالث ممسكا بأخرى، وما أن شرع المتواجدين آنذاك فى التدخل لمحاولة إبعاد المتهم الأول عن المجنى عليه حتى عاجلهم المتهم الثالث بنفث رذاذ المادة الحارقة للعين من العبوة إحرازه فى وجههم وشرع المجنى عليه في الفرار _وكان من الممكن ان ينتهي الموقف عند هذا الحد بوصف المجني عليه بانه طفل هرب _ ، إلا أن المتهم الثانى قد اعترضه مشهرًا مطواة فى مواجهته مما يؤكد الاصرار والترصد ، وتمكن بذلك من استيقافه حتى لحق به المتهم الأول، وانهالا عليه ضربا حيث كال له المتهم الأول ضربة بالمطواة بالوجنة اليمنى أتبعها بأخرى أعلى فخذه الأيسر، قاصدين إزهاق روحه فخر صريعا،َ ولاذا فرارًا بالدراجة النارية قيادة المتهم الرابع، وأعزى ارتكاب المتهمين للواقعة إلى نشر المجنى عليه منشوراَ على أحد مواقع التواصل الاجتماعى بشأن انتقاد التعدى بالضرب ومعاكسة الفتيات علي «انستغرام».

والسؤال الآن : هل أصبح العنف منهجًا للحياة؟ نخشى أن تكون إجابتنا على السؤال ( بنعم ).
فيكفى أن الشهر الماضى وحده شهد عدة جرائم ترويع وقتل مفزعة ، العنف والقتل فى المجتمع أصبحا متواجدان ماديًا ومعنويًا فى نفس الوقت ويمارسه من ظنوا أنهم أعلى مرتبة من الآخرين أو من هم فى سلطة أعلى والأمثلة كثيرة.

العنف خطر على المجتمع ويجب علينا مواجهته ومتابعة أسبابه، ولكن كيف نواجه العنف؟ سؤال قد يحتاج منا لإجابات كثيرة منها مطالبات على وسائل التواصل الاجتماعى بأن تكون هناك مواجهات حاسمة بإذاعة الأحكام الرادعة لمنتهكى الأخلاق ومن يرتكبون الجرائم البشعة ليكونوا عبرة فى المجتمع وضربوا مثالًا بما حدث عام ١٩٩٧ عندما قام التليفزيون المصرى ببث مباشر لإعدام الثلاثة الذين قتلوا السيدة الشابة وأولادها داخل شقتهم بمدينة نصر فى سابقة حدثت لأول مرة فى تاريخ ماسبيرو، وكان هذا التصرف هو الوسيلة التى شفت غليل الأسرة المصرية التى روعتها تلك الجريمة.

وهناك سبل أخرى للمواجهة بالعودة إلى الأخلاق والحملات المنظمة ومنها الحملة التى يقوم بها حاليًا مجمع البحوث الإسلامية للتوعية ضد العنف بمشاركة واعظى الأزهر الشريف فى محاولة لرأب الصدع الذى أصاب المجتمع.

فالحوادث غير الأخلاقية التى شهدناها مؤخرًا ترتبط بالبلطجة وثقافة العنف التى انتشرت مع أفلام ومسلسلات ظهرت فى السنوات الأخيرة, استحلت القيم والأخلاق والأعراف التى يعيش عليها المجتمع منذ آلاف السنين, جاءت الثقافة الجديدة المنحطة لتهدمها من دون تحرك رادع من الدولة, كلنا نقابل ما يحدث فى الشارع بإهمال, ونتج عن ذلك مانشاهده فى البيوت والشوارع والمؤسسات, لهذا تأتى دعوتى للرئيس عبدالفتاح السيسى ليأخذ المبادرة ويشكل مجلس أعلى مهمته الحفاظ على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة, ولا يكون ضمن تشكيله الوزراء أو المسئولين بل الأدباء والمفكرين والشخصيات العامة.

جيل نشأ على أفلام ومسلسلات تعرض ( الرقص والمخدرات والخمور والدعارة) بلا خجل بحجة أن العالم أصبح منفتحاً فمن يصلح وعى هذا الجيل؟!
وعى المجتمع يجب ان لا تُشكله أغانى وأفلام السبكى وشركائه وفن المطواة والتباهى بالإجرام؟!

أيها السادة انتبهوا إلى من ترعون من شباب المستقبل فأولئك هم عماد المجتمعات، وبحسن تأهيلهم وتربيتهم تنهض الأمم وتزدهر، وبضياعهم تخسر الأمم وتنحدر .. حفظ الله مصر وشبابها"

#اعدام_محمد_راجح_حق_محمود_البنا_فين.


تم نسخ الرابط
ads