محسن عليوه يكتب: بناء الأوطان

يتم بناء الأوطان من خلال تَبنى ثقافة البناء و عمارة الأرض وذلك ببناء الأوطان والإنسان إستجابة لأوامر الخالق جل وعلا فالأوطان تُبنى بالجد والاجتهاد ، كما تُبنى الأوطان بإخلاص النية فى الأقوال والأعمال ، وتُبنى الأوطان بالعلم والمعرفة ، كما تُبنى الأوطان عند تَبنى ثقافة الإتقان و الجد فى تقليل الأخطاءوالوصول بها أقل نسبة . و يتم بناء الأوطان عند تَبنى ثقافة جميعنا يربح وعدم الأنانية والعمل بمبدأ أنا وبعدى الطوفان أنا أربح وأنت تخسر ، و تُبنى الأوطان من خلال المصارحة والصدق فمن أحسن يُقال له أحسنت ومن أخطأ يُقال له أخطأت  ، و الأوطان تُبنى بتحقيق العدل والعدالة فلا يجب إستثناء أى أحد اذا أخطأ من أن يُعاقب ولا أى أحد إن أحسن أن يُثاب على ما أنجزه ، ويتم بناء الأوطان إذا تم وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب و ليس لمبدأ الوساطة والمحسوبية والهوى والمزاج ، والأوطان تُبنى من خلال قبول أى فكر يدعو للبناء ، وعندما نؤمن بأن الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية . ويتم بناء الأوطان بتغليب المصلحة العامة للوطن على المصلحة الشخصية للأفراد  ، و بالعمل بمبدأ الإيثار لتحقيق المصلحة العُليا للوطن . و يتم بناء الأوطان  بتبنى سياسة الإتفاق ونبذ  سياسات التفرق والتشرذم ، ويُبنى الوطن بتبنى سياسة إعلامية بنٌاءة تدعوا الى تعظيم عوامل وأسباب البناء والتعمير وتجنيب أسباب وعوامل الهدم والتدمير  ، ويتم بناء الأوطان بتحسين وتطوير الخطاب الإعلامى العام الداعى الى التهدئة والطمأنة . والأوطان تُبنى من خلال إعمال العملية التنظيمية بصورتها الواضحة الجلية من خلال التخطيط الجيد والتنظيم المتقن وتحديد الأهداف الحيوية و وضع الحلول والبدائل المناسبة لتلك الحلول للوصول الى القرارات المناسبة لمواجهة أية مشكلات . ويتم بناء الأوطان بتوحيد أهداف كل الجهود الرسمية وغير الرسمية والمنظمات المدنية ، والإيمان بأن تقدم الأوطان ليس مسئولية الحكومات فقط بل إنه مسئولية الأفراد كل حسب موقعه إذ لابد من استخراج واستغلال الطاقات الكامنة لدى جميع أبناء الوطن . كما يتم بناء الأوطان بإحترام التاريخ الأصيل للوطن مع الإيمان الكامل بضرورة التطوير والتحديث ومواكبة التقدم التكنولوجى المتسارع من خلال الجمع بين الأصالة والتحديث . و يتم بناء الأوطان بإحترام ثوابت الأمم  ومعتقداتهم ، كما أنه من الأهمية بمكان أن يتم العمل بمبدأ و ثقافة تكافؤ الفرص فى كل نواحى الحياة ( توظيف – تعليم – حقوق – واجبات )  . كما تُبنى الأوطان من خلال العمل على تحقيق أهداف إستراتيجية واضحة ومحددة من خلال تخطيط استرتيجى سليم يُراعى فيه خطورة المرحلة الحالية . ويتم بناء الأوطان بنشر ثقافة الحب بين افراد المجتمع وتحقيق الإنتماء لهذه  الأوطان. إن الأوطان لا تُبنى بالخطب الرنانة والكلمات القوية والقصائد المدوية بل تُبنى الأوطان بالإنتماء والحفاظ على كل ذرة من تراب هذه الأوطان ، فإنما تُبنى الأوطان بنشر  ثقافة حُب الوطن ونبذ أصحاب مبادئ التحريض المدفوعين من خارج البلدان لزعزعة الاستقرار  الذى يُعد من النعم ، حمى الله أوطاننا وجعلها منارة بين الأمم . محسن عليوة ، الأمين العام لنقابة العاملين بالشركة العامة للبترول