محمد صلاح يكتب: حريق "مسطرد".. و"إحراج" وزير البترول

لا ينُكر أحد الطفرة الكبيرة لقطاع البترول والثروة المعدنية على مدار 6 سنوات مضت، والتي يعود الفضل فيها إلى مجهود عظيم لمواطن مصري قبل أن يكون مسؤولًا ناجحًا، حمل إرث وتركة ثقيلة هرب كثيرون من تحملها في فترة عصيبة.. وتحامل على نفسه، مستقبلًا صعوبات ومشكلات المهمة بعزيمةِ وصبرِ وتفانِ كمقاتل لم يدخر من وقته وجهده شيئا في سبيل النهوض بقطاع حيوي، ورافد هام من روافد العملة الصعبة للدولة المصرية.
رسخت الإدارة الناجحة لقطاع البترول طوال السنوات الست الماضية مناخًا إيجابيًا للعمل والاستثمار في هذا القطاع الاستراتيجي؛ بفضل خبرة ربان السفينة المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، وفريق العمل المعاون له، إذ وضعوا خريطة زمنية تشبه المعجزة نجحوا من خلالها في إنجاز ملفات عصية عن الحل وشائكة، أبرزها سداد مديونيات الشركات الأجنبية، وتنفيذ برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول من خلال تأهيل العناصر البشرية، (قيادات وعاملين) ليكونوا مؤهلين لتولي المناصب القيادية، وهو ما لمسناه على أرض الواقع عبر الدفع بقيادات شابة، وعدم التجديد لمن يبلغ سن المعاش.
وبما أننا في معرض الحديث عن الإيجابيات، أرى أنه من باب الحرص على المصلحة الوطنية يجب علينا أن نسلط الضوء على ما قد يمثل خطورة على الصالح العام، لأن السكوت عن تقاعس وعدم اهتمام البعض تكون نتائجه وعواقبه على المدى البعيد ضحايا أبرياء ليس لهم أي ذنب.. إن التعدي على خطوط نقل المنتجات البترولية؛ هي واحدة من أخطر الملفات التى تواجه وزير البترول على مدار السنوات الماضية، ولكن ذلك للأسف دون وضع حلول جذرية أو اتخاذ إجراءات حازمة مع المتورطين أو من يثبت تعديه على الخطوط.
ورغم الإنجازات الواضحة في قطاعات الوزارة المختلفة وهيئاتها وشركاتها إلا أن ذلك النجاح لن يجعلنا مكتوفي الأيادي نشاهد ما يحدث في صمت، فالوزير قبل أن يكون مسئولًا، هو إنسان يحتاج إلى مساعدين صالحين ونصيحة صادقة، لأننا في وقت نحتاج لجهد المخلصين لا الغوغائيين وأصحاب المؤامرات الوهمية. إن ما حدث بالأمس يعد "كارثة" لا يجب السكوت عنها تحت أي مبرر أو عذر لأن هناك تقاعس كبير يستوجب محاسبة كل مقصر ومهمل لم يكن على قدر المسؤولية المكلف بها.
حادث حريق خط مازوت (رأس شقير - مسطرد) على طريق الإسماعيلية طرح عدة تساؤلات أبرزها: أين خطة الطوارئ بالمنطقة الجغرافية بمسطرد؟ ولماذا لم يتحرك رئيس الشركة بخطوات أسرع مما قام به؟ خاصة أنه أجرى مداخلة هاتفية أمس تثبت إدانته وعدم تصرفه جيدا مع الكارثة منذ بدايتها؟.
أين قيادات ومسئولي الأمن والسلامة المهنية بشركات مسطرد؟.. علمًا بأن المهندس جمال فتحي، نائب رئيس الهيئة للسلامة والصحة المهنية لم ولن يدخر من جهده أي شئ إلا أن منظومة الـ"سيفتي" في البترول تحتاج لإعادة النظر بشكل كبير، وإلا سنكون - لا قدر الله - أمام وقوع كوارث لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستفسر عنه من خسائر.
أتساءل أيضًا: أين سيارات "الفوم" التابعة لشركات البترول بمنطقة مسطرد؟ ولماذا تأخرت حتى أصبحت النيران وكأنها جهنم على الأرض كما وصفها إعلام الإخوان؟، أقول إن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في منظومة تعامل الشركات مع الطوارئ، لأن الواقعة حدثت منذ الساعة الثانية ظهرًا، ولم يتحرك أحد لإغلاق المحابس.
أين دور ومهام غرفة الكنترول من الكارثة ولماذا تأخرت في رصدها لما حدث وفي اتخاذها الإجراءات اللازمة؟،
أعلم تمام العلم أن هناك مجهودات حثيثة يقوم بها نائب رئيس هيئة البترول للأمن النشيط اليقظ اللواء عمرو الشربيني لوضع حلول عاجلة من خلال التنسيق مع وزير البترول للتواصل مع الوزارات الأخرى، وفي المقدمة وزارة الداخليةالمسؤولة عن تأمين بعض أجزاء شبكة الخطوط التي تمتد لـ٦ آلاف كيلو متر، لتأمينها جيدًا ومنع التعدي عليها.
وأخيرًا وليس بآخِرا، ما حدث يستدعى ويستوجب اتخاذ إجراءات رادعة وعاجلة من قبل المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، ضد كل مُهمل ومُتسيب لم يقم بأداء عمله على أكمل وجه، بدءًا من أكبر قيادة حتى أصغر عامل وذلك بعد انتهاء النيابة العامة واللجنة المُشكلة بقرار من وزير البترول من تحقيقاتهما وكشف الملابسات الحقيقية للحادث ومن المسئول والمتسبب فى الكارثة.. و
كُلي ثقه أن المهندس طارق الملا لا يألو جهدًا في محاسبة أي مسؤول أو قيادة متواطئة أو مقصرة بعد أن تثبت إدانتها وتقصيرها.
حفظ الله مصر وأهلها