رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

المهندس هاني فاروق يكتب: هل ينجح خط الغاز العربي في الوصول لشرق أوروبا؟

  عالم الطاقة: بعد اكتشافات الغاز الجديدة في مصر وعلي رأسها حقل ظهر بدأت الدولة متمثله في قيادتها السياسية ووزارة البترول الاتجاه الي تطوير واستغلال هذه الاكتشافات لندخل مرحله وحقبه جديدة لتطوير المنظومة الاقتصادية لتتلائم مع احتياجات المنطقة في ظل التحديات والصراعات القائمه في منطقه شرق المتوسط بحثا عن الثروات في قاع المتوسط. وبدأت تتصاعد الاصوات بأن مصر علي ابواب ان تكون مركزا اقليميا لتداول الطاقه ومدي الانفراجه الاقتصاديه التي سوف تنعم بها مصر في المرحله القادمه وهذا ما جعلنا نتلمس الحقائق لنضع اقدامنا علي أرض صلبه لمعرفه أليات تحقيق هذا الهدف وما تملكه مصر من امكانات تجعلها حقيقه قادره علي ان تكون مركزا اقليميا لتداول الطاقه. إن كلمه تداول الطاقه تعني تبادل الطاقه إما عن طريق التصدير او الاستيراد وهنا يختلط المعني عند القارئ فكيف نسعد بأننا علي ابواب تصدير الطاقه وفي نفس الوقت نسعي لاستيرادها لنكون مركزا اقليميا للطاقه، كلمه استيراد الطاقه هنا تعني استقدام المصدر الخام من الطاقة واستخدام البنية الاساسية المتوفره لدينا لتصنيعه واعاده تصديره وهو ما يطلق عليه "القيمه المضافه". نعود للاستفسار الاساسي "هل حقا مصر مؤهله أن تكون مركزا اقليميا لتداول للطاقه؟" إن تواجد شبكه خطوط الغاز هي اهم أليات تبادل الطاقه من مصر وتصديرها الي الدول المجاوره ومنها إلى اوروبا،  وخط الغاز العربي هو أحد أهم الركائز لتحقيق هذا الهدف. خط الغاز العربي هو خط غاز تم انشاؤه في الالفينيات لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا عند اتمامه، يبلغ طوله الإجمالي 1200 كم بتكلفة قدرها 1.2 مليار دولار، ويبدأ هذا الخط من العريش بشمال سيناء بعد استقباله الغاز من منطقه الجميل ببورسعيد  مارا بعمان والرحاب بالاردن عن طريق ميناء العقبه ثم دمشق وحمص وحلب بسوريا ثم طرابلس بلبنان وتم تنفيذ هذا الخط علي ثلاث مراحل. المرحله الاولي من العريش الي طابا الي العقبه والمرحله الثانيه العقبه الرحاب والمرحله الثالثه الرحاب حمص طرابلس بلبنان وكان من المخطط استكمال هذا الخط من حلب بسوريا الي كلس بتركيا وتوصيل خط الغاز العربي من الاردن مع العراق لتصدير الغاز العراقي لأوروبا ايضاً . هنا نجد أن خط الغاز العربي هو ركيزه أساسيه لربط دول المشرق العربي لتسهيل تبادل الطاقه وجعل هذه المنطقه تتحكم في مصادر وتبادل الطاقه. ولكي نكون علي بينه علي حقيقه الامر يجب ان نعرف ان توصيل الطاقه بصورها المختلفه سواء كانت غاز طبيعي او غاز مسال الي اوروبا يجب ان يكون لنا منفذ قريب من اوروبا لتقليل تكاليف نقل الغاز وكان من المخطط ربط خط الغاز العربي  بخط الغاز نابوكو بدايه من تركيا لامداد دول اوروبا بشرق المتوسط بالغاز الطبيعي. وهنا يكون اول صدام او تحدي يواجه المشروع نظرا للعلاقات السيئه بين دول المنطقه مثل مصر وسوريا والعراق ضد العجرفه التركيه وهذا يجعل فكره ربط خط الغاز العربي بخط نابوكو بتركيا من التحديات الكبيره التي نواجهها وبذلك يكون خيارنا هو توصيل الغاز من مصر لقبرص ومنه الي اوروبا خلال خطوط بحريه في الاعماق وهذا ما يزيد من تكلفه انشاء هذا الخط التي تتجاوز المليارات من الدولارات حيث تنفيذه يلزم ايضا فتره ذمنيه تتعدي الخمس سنوات علي اقل تقدير. اما الخيار الاخر هو استخدام مخرج خط الغاز العربي في شرق المتوسط في طرابلس بلبنان وتوصيله الي قبرص ومنه الي اوروبا حيث ان بعد المسافه من طرابلس الي قبرص اقل بكثير من بعد مصر عن قبرص مما يقلل التكلفه وفتره تنفيذ هذا الخط. وقد يظهر تحدي اخر في هذا الخيار وهو علاقه اسرائل بلبنان وهل تسمح اسرائيل بأستكمال هذا الخط من خلال مياهها الاقتصاديه. هنا نصل ان حقيقه وهي ان الدبلوماسيه بين الدول تلعب دورا كبيرا في مثل هذه المشروعات وخاصه انها تمس اقتصاد دول تبحث عن حقها في ثرواتها كحق قبرص في التنقيب عن الغاز في مياهها الاقتصاديه وما ظهر من بلطجه تركيه لمنع التنقيب عن الغاز. المهندس هاني فاروق اسماعيل، استشاري إدارة وتخطيط مشروعات البترول والغاز والطاقة


تم نسخ الرابط
ads