رئيس "الطاقة الذرية": مفاعلات الأبحاث تسمح للكوادر الوطنية تطوير خطة إدارة المشروعات النووية
صرح الدكتور عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية على ضرورة وجود مفاعلات بحثية في مصر، وذلك لأهميتها الاستراتيجية في ترسيخ ثقافه الأمن والأمان الوطنية التي يصعب تحقيقها في غياب البرامج النشطة والخبرة العملية.
وأضاف عبد الحميد فى تصريحات خاصة لرئيس تحرير عالم الطاقة ، أنه نظرا لأهمية الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، فقد تم إنشاء مركز البحوث النووية، والذي يتكون من مفاعلين بحثيين في موقع جهاز الطاقة الذرية بإنشاص، الأول بقدرة 2 ميجاوات والثاني بقدرة 22 ميجاوات، لأغراض البحث في مجالات التطبيقات النووية ،مشيرا إلى أن مفاعلات الأبحاث تعد مفتاح تطويرالموارد البشرية والتعليم والتدريب النووي. وأضاف أن مركز البحوث النووية بهيئة الطاقة الذرية يضم مجموعة كبيرة من الكوادر العلمية المتخصصة في إنشاء محطات الطاقة النووية للعمل على إجراء أبحاث مستمرة حول أحدث التقنيات المتعلقة بالقطاع النووي وأكثرها تطوراً.
وأوضح أن ستسمح مفاعلات الأبحاث للكوادر الوطنية بتطوير خطة إدارة المشروعات النووية، بما في ذلك التخطيط والتصميم والبناء والتدشين والترخيص والتشغيل، علاوة على دورة الوقود النووي والوقاية الإشعاعية والتخلص الأمن وإدارة النفايات النووية الناتجة من التشغيل.". ونوه عبد الحميد ان كان لهذه الكوادر البشرية المتطورة دور مؤثر وفعال في خلق بنية تحتية نووية وطنية وفهم احتياجات الدولة من أجل نجاح البرنامج النووي المصري.
وأما عن القيمة المضافة للمفاعلات البحثية في مصر ومدى الاستفادة منها، أكد عبد الحميد أن دور مفاعلي البحث الأول والثاني في مصر لا يقتصر فقط على تطوير البحث والتدريب، بل يعمل أيضًا على إنتاج النظائر المشعة للاستخدامات الطبية.
وأوضح ان هيئة الطاقة الذرية تقوم بإنتاج النظائر المشعة للاستخدامات الطبية عن طريق وحدة إنتاج النظائر المشعة التابعة لمجمع مفاعل مصر البحثي الثاني. وأضاف انه يتم انتاج النظائر الطبية المشعة مثل مولدات التكنسيوم 99 وهي من أكثر النظائر الطبية التي تستخدم في تشخيص الأورام في مصر إلى جانب نظير اليود 131 الذي يستخدم علاج أمراض الغدة الدرقية.
وأشار انه يتم توريد هذه النظائر الى 88 مستشفى ومركز من مراكز الطب النووي في 20 محافظة علي مستوي الجمهورية بسعر أقل بكثير من النظائر التي كانت تستوردها مصر من الخارج وبنفس الجودة، مما يوفر العملة الصعبة.
وحول دراسة مصر إنشاء مفاعلات بحثية جديدة، أكد أن الوضع الحالي لا يستدعي وجود مفاعلات بحثية أخري، مضيفا ان هناك العديد من الدراسات الجارية مع عدد من الجهات الوطنية ذات الصلة حول استخدام مفاعلات تجريبية متطورة تستخدم مادة الثوريوم كوقود لها بدلاً من اليورانيوم، مشيرا إلى أن في حالة نجاح هذه الدراسات، سوف تكون بمثابة قاعدة تقنية لنقل وتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية لخدمة البرنامج النووي المصري.