المهندس هاني فاروق يكتب: خطوط الغاز المارة عبر سوريا حولتها إلى بحيرة من الدم
زاوية مختلفه للصراع الروسي الأمريكي للسيطرة علي خطوط الغاز المهندس هاني فاروق يكتب: خطوط الغاز عبر سوريا حولتها إلى بحيرة من الدمأطفال وشيوخ ونساء ارواحهم زهقت وخضبت الارض بالدماء, وأحياء يعيشون الحياة علي أنقاض الموتي ووطن تحول إلى مقبرة جماعية علي سطحه، وفي العمق صراع خفي تدور رحاه بين الدول، يتخاصمون ويتحاربون من أجل مد خط الغاز عبر سوريا. زاويه اخري لواقع مأساوي.. في العمق نجد أن سبب ما آلت إليه الأوضاع في سوريا كان ثوره علي بشار تحولت إلى حرب مسعوره قضت علي الأخضر واليابس، والمواطن السوري تقطعت به السبل ويبحث عن وطن, فيما تتصارع الدول من أجل نقطه غاز تدر دخلا عليها يزيد من غناهم الفاحش او يضخم نفوذهم في المنطقة. ومن أبرز التحليلات التي أصبحت حقيقه لا ينكرها إلا جاهل أنها حرب بالوكالة بين القوي العظمي، والزاويه الأهم لتلك الحرب هي حرب خطوط الغاز الطبيعي التي تبحث عن طريقها عبر الأراضي السوريه. علينا أن ندرك أن مفتاح الثراء للدول المتصارعه هو من يفوز بإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي, إن أوروبا تحصل علي 30% من أمدادات الغاز من روسيا، لكن يبدو أن أوروبا تبدو أكثر لهفه للحصول علي الغاز القادم من الخليج والمتمثل في الغاز القطري عبر سوريا لأنه سيكون أقل ثمنا من الغاز الروسي وسيحررهم من هيمنه وسياسات الدب الروسي التي تستخدم الغاز كوسيله ضغط سياسي, كما أن تركيا وهي ثاني أكبر مستورد للغاز الروسي ترغب أن تنهي اعتمادها علي روسيا والتي أصبحت منافسًا سياسيًا لها وهذا جعل تركيا تحاول ان تجعل من نفسها مركز لنقل الغاز الاسيوي إلى الأسواق الأوروبيه عبر اراضيها, هذا جعل امريكا واوروبا وتركيا واسرائيل يتحالفون ويساندون مشروع أنشاء خط الغاز القطري الي أوروبا وبما أن سوريا هي المنفذ الوحيد للغاز القطري إلى أوروبا أصبحت سوريا هي بؤره الصراع بين المؤيدين والمعارضين لهذا المشروع. كانت البدايه سنه 2000 عندما عرضت قطر تشيد خط انابيب بتكلفة 60 مليار دولار ليمتد هذا الخط لمسافه 1500 كم عبر السعوديه والاردن وسوريا وتركيا وصولا الي أوروبا ولكن قوبل هذا العرض بالرفض من الرئيس الأسد لصالح إيران التي تدعم نظام الاسد بقوه لانه الضامن الوحيد لإتمام خط الغاز الأيراني ويتوافق معها موقف روسيا التي تعتبر مد خط الغاز القطري الي أوروبا بمثابه تهديد وجودي لمصالحها الإقتصاديه ونفوذها السياسي. هنا بدأت التحالفات والصراعات بين القوي العظمي علي من هو الذي يضع يده علي سوريا لأن المنتصر في هذه الحرب هو الطرف الذي يسمح له باقامه خط الأنابيب التي سوف تستخدمه في تصدير الغاز الي أوروبا ويصبح أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا. وإن كانت أمريكا تساند المشروع القطري لأضعاف روسيا اقتصاديا والقضاء علي هيمنتها علي سوق الغاز, وأوروبا تساند المشروع القطري أيضا لنفس السبب زياده علي انخفاض سعر الغاز القطري عن الغاز الروسي, فما هي مصلحه اسرائيل إذا للأنضمام إلى هذا التحالف. بعد إكتشاف الغاز الإسرائيلي من حقل تمار ولفيثايان البحري بشرق المتوسط رغبت اسرائيل بمد خط غاز بحري غلى تركيا ليلتقي مع الخط القطري المزمع إنشاءه حيث يتوجه الخطان إلى العمق الاوروبي وهنا يلعب الغاز دورا أساسيا في اعاده تطبيع العلاقات التركيه الاسرائيليه حيث تشكل تركيا أقرب نقطه لإنشاء خط غاز جديد من إسرائيل إلى تركيا ومنه إلى أوروبا لتفتح اسرائيل سوقا أوروبيا لغازها الذي زاد عن احتياجاتها الداخليه. لعبت المصالح لعبه تبادول الادوارحيث ان الأقتصاد الان يلعب دورا كبيرا في تغير سياسات الدول بما يتوائم مع مصالحها الاقتصاديه, وهو ما نتج عنه اتفاق بوتين –أردوغان وهوالاتفاق الروسي التركي الذي تم التوقيع عليه لتنفيذ المشروع المتضمن مدّ خط الغاز الطبيعي أو «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا وهو الاتفاق الذي يلغي حلماً قديماً لدولة قطر بأن تكون مصدر الغاز لأوروبا من خلال خط أنابيب يمر بتركيا ويكون (بالاتفاق مع الولايات المتحدة) بديلاً عن الغاز الروسي الذي يشكل سلاحاً سياسياً بيد موسكو في موازين القوى الدولية علما بأن أي تسوية سياسية أو عسكرية في سوريا، بعد الآن، لا يمكن إلا أن تتضمن موضوع أنابيب الغاز بشكل أو بآخر. ويستمر الصراع حيث ان خط الغاز العربي والذي يمتد من العريش بشمال سيناء الي سوريا عبر خليج العقبه والاردن هو نوع أخر من الصراع حيث تم انشاء خط الغاز العربي علي ثلاث مراحل بدءا من 2003 حتي 2008 وذلك لتصدير الغاز العربي الي أوروبا.. وهنا السؤال .. ما موقف خط الغاز العربي من هذا الصراع؟ إن ما يحدث علي الاراضي السوريه الان ما هو إلا نموذج لما قد يحدث في صراع دول شرق المتوسط بحثا عن ثرواتها من الغاز في اعماق المتوسط خاصه بعد الاكتشافات الغازيه الاخيره وما أظهرته تقارير البحث السيزمي من توافر كميات هائله من احتياطي الغاز، اننا علي أبواب حرب شرسه لحفظ ثرواتنا الطبيعيه وهذا ما يفسر اهتمام قيادتنا السياسيه بتسليح وتحديث القوات المسلحه وخاصه القوات البحريه وهذا ردا علي الغافين الذين تبنوا فكره لماذا هذا الكم من السلاح. ان القياده السياسيه بما لها من رؤيه هي التي اعتبرت اتفاقيات ترسيم الحدود وتسليح ورفع كفاءه قواتنا المسلحه من الأولويات وهي الركيزه الأساسيه للدفاع عن حقوقنا السياسيه والاقتصاديه في اي بقعه علي اراضينا أو مياهنا الاقليميه والاقتصاديه. إن تكاتف الأيادي الآن هو مطلب وطني للحفاظ علي اراضينا ضد اعداء الوطن المتربصون في الداخل والخارج
