تقرير أمريكى:مصر ستصبح مركزًا إقليميًا لتوريد الكهرباء
أشاد موقع المونيتور الأمريكي بأداء الحكومة المصرية في إدارة ملف الكهرباء ونجاحها في تحقيق فائض كبير من الطاقة، معتبرة أن مصر تسعى للتحول إلى مركز إقليمي لتوريد الكهرباء وأنها قادرة على تحقيق ذلك.
يأتي هذا فيما أعلن وزير الكهرباء محمد شاكر، مؤخرًا، استعداد مصر لزيادة قدرة خط الربط الكهربائي مع ليبيا لتصل إلى 450 ميجاوات وأكثر في المستقبل القريب، ونقل الموقع الأمريكي تصريحات صحيفة لشاكر قال فيها: "إن خط الكهرباء الذي يربط مصر وليبيا يمكن أن يوفر ما يصل إلى 450 ميجاواط وهناك خطة لزيادة هذه القدرة في المستقبل إلى 1000 ميجاواط فيما تبلغ القدرة الحالية 200 ميجاواط".
وتعليقا على خطوط الربط بين مصر والدول العربية الأخرى، أوضح الوزير أن هناك ترابطًا قويًا مع ليبيا والأردن والسودان، وأشار إلى أن الربط مع العراق سيمر عبر الأردن لعدم وجود خط مباشر للكهرباء بين مصر والعراق.
وقال أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، لـ "المونيتور": إن ليبيا طلبت من مصر زيادة صادرات الكهرباء مطلع عام 2021، وأبدت الوزارة استعدادها للقيام بذلك في ظل قدرة الطاقة الكبيرة المتاحة في مصر بفضل مشاريع الكهرباء المنفذة في مصر على مدى السنوات الماضية".
وأشار حمزة إلى أن تبادل الطاقة بين مصر وليبيا يعود إلى ما يقرب من 22 عامًا، عندما تم افتتاح خط الربط الكهربائي بين البلدين عام 1998 بقوة كهربائية 220 كيلو فولت، وينقل حاليًا 200 ميجاوات من الكهرباء إلى ليبيا.
وجاء الرد المصري على الطلب الليبي في ضوء أزمة الطاقة الكهربائية، في ليبيا حيث تعاني البلاد من انقطاع يومي للكهرباء وعجز كبير في إمدادات الطاقة.
وبلغ العجز في توليد الكهرباء في ليبيا 1000 ميجاواط في فصل الشتاء و2500 ميجاواط في الصيف، بحسب تصريحات صحفية سابقة أدلى بها إبراهيم فلاح مدير عام الشركة العامة للكهرباء الليبية.
وقال أسامة الصعيطي، مستشار المدير العام للشئون الفنية بالمنطقة الشرقية والمدير التنفيذي السابق للشؤون التشغيلية للشركة، لـ"المونيتور": إن ليبيا تحتاج 6500 ميجاواط لتلبية احتياجاتها الاستهلاكية في فصل الشتاء و8000 ميجاواط في فصل الشتاء. الصيف، لكنه أضاف: أن الشركة العامة للكهرباء تنتج 5500 ميجاوات فقط، وأوضح أنه على الرغم من وجود 10 محطات كهرباء تعمل في ليبيا، إلا أنها لا تولد الكهرباء اللازمة لقلة الصيانة.
وأضاف الصعيطي: "نجح قطاع الكهرباء [في ليبيا] في التغلب على التحديات في السنوات الست الماضية، وهي عجز توليد الطاقة بنسبة 15٪ إلى 20٪. من جهتها، تحولت مصر من دولة عجزت عن تلبية طلبها من الكهرباء إلى دولة مصدرة للكهرباء، وهو إنجاز مهم بعد إصلاح البنية التحتية للبلاد، ويوجد الآن فائض في الكهرباء المولدة، مما يسمح لقطاع الكهرباء بالانضمام إلى عدد من مشاريع ربط الكهرباء مع الدول المجاورة، وزيادة الاستثمارات الأجنبية وتطوير العديد من المشاريع الاستراتيجية".
في يناير 2021، استعرض شاكر مشروع PIDA PAP2 خلال الاجتماع الوزاري للدورة الأولى للجنة الفنية المتخصصة للاتحاد الأفريقي (STC) حول النقل والبنية التحتية والبنية التحتية العابرة للقارات والأقاليم والطاقة والسياحة (STC-TTIIET)، ويتكون مشروع PIDA PAP2 من قائمة تضم 73 مشروعًا رئيسيًا للبنية التحتية، بما في ذلك ثلاثة مشاريع تتعلق بمصر، وهي إنشاء خط ملاحي يربط بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط، وإنشاء مشروع ربط الكهرباء بين مصر والسودان - والذي سيكون المرحلة الأولى من مشروع ربط بيني أوسع مع جنوب إفريقيا عبر طريق القاهرة- كيب تاون - وإنشاء مشروع ربط جديد بين مصر وليبيا كمرحلة أولى من مشروع ربط الكهرباء بين دول شمال أفريقيا.
بدأت وزارة الكهرباء المصرية تنفيذ الخطوات الأولى لتحويل مصر إلى مركز عالمي للطاقة من خلال إطلاق المرحلة الأولى في يناير 2020 من مشروع الربط الكهربائي مع السودان بقدرة أولية 70 ميجاوات، والتي سيتم زيادتها لاحقًا إلى 2000 ميجاوات. سيربط المشروع مصر بإثيوبيا، ومن ثم بباقي أفريقيا.
وشدد شاكر، في مقابلته مع "المونيتور"، على أن وزارته تولي أهمية كبيرة لمشاريع الربط الكهربائي، مشيرًا إلى أن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمية، بما في ذلك مع الأردن وليبيا. وأوضح أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الربط مع السودان.
وقال شاكر: إن العمل جار أيضا لاستكمال مشروع الربط الكهربائي المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأن مشروع PIDA PAP2 المتعلق بالقارة الأفريقية يجري حاليا تقييمه بهدف الاستفادة من الطاقة الكهرومائية الضخمة في أفريقيا.
وأكد أن هدف وزارته النهائي يتمثل في تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية من خلال هذه المشاريع.