عبدالحفيظ عمار يكتب: أنا والحياة!!

..وكأن الأقدار ما إن تُعطي، إلا وتأخذ، وكأن السعي لخط النهاية لن ينتهي؛ فكلما نصل إلي خط، ونقول: هنا نلتقط الأنفاس، نجد خطًا آخر علينا أن نصل إليه، وطريقًا أكثر ظُلمة، وأشد وحشة، علينا أن نمشيه منفردين..
لن ألومكِ؛ فظروفنا أقوى منا، وعجزنا قهر قوتنا.. ليتني أفهم الحياة!
فكأننا لن نصل أبدًا للمنال، ولن ننال أبدًا ما نريد..
تُرى مَنْ أو ماذا حال بيننا وبين أمانينا؟
فحظوظنا تمامًا، مثل حظ رجل جاء من سفر ليرى والده، الذي دنا موته، فمات أبوه، بينما هو على باب المنزل.
غريبةٌ تلك الحياة.. عندما نريد.. لا ننال.. وعندما نزهد شيئًا.. تغدقه علينا!
فهل حاروا مع الأقدار.. أم هم حيروا القدرَ؟.. هكذا حال الحياة كما وصفها العقاد عندما قال:
وخالٍ يشتهي عملاًً.. وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب.. وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ.. وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكا.. وقد يشكو الذي بُهِرا
ويشقى المرء منهزمًا.. ولا يرتاح منتصرا
ويبغى المجد في لهفٍ .. فإن يظفر به فترا
شُكاةٌ مالها حَكَمٌ.. سوى الخصمين إن حضرا
فهل حاروا مع الأقدار.. أم هم حيروا القدرا؟
قد يكون كلامي غير مرتب؛ لأنه فيضٌ من خاطرٍ مُنكسرٍ، ونزفٌ من قلبٍ جريحٍ، ودموعٌ من عينٍ حزينة.. نالت منها الخطوب، وأرهقتها السنون.
ما قيل لن يكفي، ولكنه قد يصف.
فاللهم بحق كل ما سبق، أُرَبِّتْ على كلِ قلبٍ مذبوحِ، وطمّئن كلَ
نفسٍ تنزفُ، وأرح كلَّ بالٍ اشتعل يأسًا من الصروف والظروف.
وللحديث بقية...