إعلام وزارة البترول.. أين وإلى أين ؟ (1)

لو بحثنا عن دور المكاتب الإعلامية داخل الوزارات والهيئات، وربطنا هذا الدور بالظرف والمرحلة التي تمر بها مصر حاليًا، ما هو دورها؟
الدور الأول الذي من المفترض أن يضطلع به الإعلام داخل كل وزارة، هو إبراز مجهودات الدولة ومشروعاتها القومية، والإعداد للتغطية الإعلامية لكل وزير، خاصة الزيارات والمؤتمرات، والتعامل الإعلامي مع جميع المواقف في نطاق اختصاص الوزارة، وتطوير الأداء الإعلامي بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية، والتدقيق في كل ما يصدر من بيانات، ومتابعة ما يُنشر في وسائل الإعلام.
أعتقد أن هذا أبرز ما يتضمنه دور الإعلام داخل الوزارات.. وعليه سنقيّم في سلسلة مقالات إعلام وزارة البترول، وهل أجاد أم أخفق في أداء الدور المنوط به، ومَنْ يتحمل المسئولية عن هذا الإخفاق إن وجد؟
بداية إذا تناولنا دور إعلام «البترول» في إبراز جهود الدولة ومشروعاتها القومية فأرى أن إعلام «البترول» قد أخفق بامتياز في أداء هذا الدور، وهو الأخطر؛ لطبيعة الظرف والمرحلة التي تمر بها الدولة..
والدليل على ذلك أنك إذا سألت مائة شخص عن مشروعات وزارة البترول العملاقة ودورها وانعكاسها على الاقتصاد لن يعرفوا عن أي منهاشيئًا، باستثناء حقل «ظهر» كمشروع عملاق دون أن يعرفوا عنه شيئًا أيضًا!!
وهذا إخفاق أيضًا يقع على عاتق إعلام «البترول»، الذي لم يستطع أن يوضح لرجل الشارع كيف ينعكس حقل «ظهر» على اقتصاد الدولة، ويصحح الصورة الخاطئة لدى العامة بأن «ظهر» سيجعل الغاز «ببلاش»، وترك الناس يسخطون على زيادة سعر الغاز؛ لأنهم ليسوا على علم!!
قطاع يساهم في الناتج الإجمالي المحلي بـ٢٧٪،ومسئول عن أكثر من نصف الاستثمارات المباشرة، وبه مشروعات عملاقة، والناس لا تعلم عنه شيئًا !!
وكيف سيعلم الناس والجميع لا يتحدث؟!
أما إذا تحدثنا عن تنظيم التغطية الإعلامية للوزارة ونشرها، فهم يؤدون دورهم على أكمل وجه، اللهم إلا بعض الهفوات التي لا تُعد من العيار الثقيل..
وإذا تحدثنا عن تنظيم وجود الإعلام وتغطيته لزيارات الوزير؛ فالصحفيون والإعلاميون غائبون دائمًا، والوزير يغرد منفردًا، وإعلام الوزارة يكتفي بالبيانات.
لا اعلم لماذا يغفلون أهمية التغطية الحية ودورها في نقل المعلومة؟ هل لأن أصحاب القرار في إعلام وزارة البترول لم يمارسوا الصحافة أو العمل الإعلامي يومًا؟
والحديث مستأنفٌ...