رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

المهندس هاني فاروق يكتب: جسر الطاقة من مصر إلى أين ؟

عالم الطاقة

مرت مصر بمراحل عده منذ أوائل الالفينيات من الإنجازات والإخفاقات وتجلت كثيرًا من التحديات خلال هذه المراحل والتي كان من نتائجها بعض الإنجازات وكثير من الإخفاقات، حتي وصلت مصر إلى حاله من الاستقرار السياسي والاقتصادي وهو ما نجنيه الان ومازلنا نجني ثماره وهي تمثل نقطة انطلاقه يجب ألا نتراجع عنها، مصنعي أدكو ودمياط لاساله الغاز هما أساس البنية التحتي،ة والتي تعتمد عليهم مصر في أن تكون مركزًا اقليميًا لتداول الطاقة، بجانب كثيرًا من الآليات التي أهلت مصر لذلك، وبها كان القرار ان تكون القاهرة مركزًا اقليميًا لتداول الطاقة ومنتدي شرق المتوسط.

وإذا كانا مصنعي ادكو ودمياط هما أحد الانجازات واهمها، فكان الاحتفاظ باستمرار تشغيلهم هو التحدي الأكبر، والذي كان أكبر الإخفاقات نظرًا لتعثر توفير الغاز الطبيعي اللازم للتشغيل، نظرا لنضوب حقول الغاز وعدم المسارعه بأكتشافات آخري، وكان ذلك لهروب شركات الاستكشاف العالمية لزياده قيمة المديونيات المالية علي الشركات المصرية، بجانب عدم الاستقرار السياسي  بين 2011 و 2013، وكان الاستيراد هو الحل البديل لتوفير الاحتياجات الداخلية، مما كلف خزينة الدولة مليارات من الدولارات في وقت كانت الموازنة تعاني الكثير والكثير.

 

وتأتي الإنفراجه الكبري بالاكتشافات الغازية العملاقة، وعلي رأسها حقل ظهر بشرق المتوسط وحقول الدلتا والصحراء الغربية، التي نقلت مصر من الاستيراد الي الاكتفاء الذاتي، ثم التوسع في التصدير والذي ظهر في إعاده تشغيل خط الغاز العربي الممتد من مصر الي لبنان، عبر الاردن وسوريا لامداد الطاقة الي الشقيقة لبنان تأكيدا لدور مصر الريادي في مساندة دول الجوار والتي تعاني من مشاكل اقتصادية نتيجة لمشاكلها السياسية.

 

وبنظره ثاقبة من القيادة السياسية في التوسع في استخدام البنيه التحتيه كان النظر في التصدير الي دول ما وراء البحار من خلال توقيع اتفاقيات دوليه مع الحليفتين قبرص واليونان لكونهما بوابات أوروبا الشرقية ومنهم إلي أوروبا الغربية، خاصه وان المفوضية الاوروبية تسعي الآن للتحول الي استخدام الطاقة النظيفة كالرياح والطاقة الشمسية كبديل للطاقة الاحفورية، وذلك للتخلص من هيمنه الغاز الروسي والذي يمثل 90% من استهلاك الإتحاد الاوروأبي.

 

وبنظره إلي الأوضاع الحالية نجد أن هناك فرصة كبيرة للغاز المصري للعبور الي دول ما وراء البحار ليحل جزء وليس كل الغاز الروسي، وذلك لادراكنا حقيقه هامه وهي أن استخدام الطاقة النظيفة، لن يكون بديلا للطاقة الاحفورية قبل سنوات عديد، وذلك لضخامة الاستهلاك من الوقود لهذه الدول وادراكنا ايضا أن الطاقة النظيفة لن تفي بأحتياجات هذه الدول قبل سنوات وسنوات وهذه هي الفرصه المتاحه للغاز المصري قبل ان يتم استبداله. وهنا يجب ان تكون خطواتنا نحو تصدير الغاز الطبيعي في ايا من صوره الغازية او السائله بخطي سريعه حتي نتمكن من الاستفاده من هذا الكم الهائل من الغاز وتكون فتره التحول الي الطاقة النظيفة هي فتره استثمار حقيقيه للثروة الغازيه المصرية مع زياده القيمه المضافه للغاز بالتوسع في انشاء المشروعات التي تعتمد علي الغاز.

إن التخطيط في هذه المرحلة يجب أن يكون تخطيطًا شاملًا ذو أبعاد حقيقية لسنوات بعيدة لإدراك النجاح الكامل لجميع الفرص الاستثمارية المتاحة.

 

باحث وكاتب في شئون الطاقة

عضو جمعية صفوة الخبراء المصريين للتنمية


تم نسخ الرابط
ads