ماذا يحدث لو نجحت روسيا فى فرض الروبل كعملة للدفع مقابل النفط والغاز؟
تكهنات عدة وتساؤلات كثيرة تثار حول نية روسيا فى فرض عملة الروبل الروسي كعملة رئيسية لبيع النفط والغاز لديها للدول الأوروبية، وتأثيرات ذلك على حركة التجارة ومستقبل الدولار الذى بات مهددا فى حالة نجاح روسيا فى إلزام الدول "غير الصديقة" بحسب وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتن، حيث تزود موسكو أوروبا بحوالى 40% من احتياجاتها من الغاز.
إعلان الرئيس الروسى فلاديمير قبول مدفوعات الروبل صاحبه مخاوف عدة من ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية وزاد من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات فى الاتحاد الأوروبى، الذى يحصل على نحو 40% من احتياجاته من الغاز من روسيا. وأكثر من ربع وارداته النفطية.
وقال الكرملين فى بيان له منشور يوم الجمعة 25 مارس 2022، أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شركة جازبروم، عملاق الطاقة الروسى، بقبول مدفوعات صادراتها من الغاز الطبيعى بالروبل وإنه يجب عليها تحديد كيفية القيام بذلك فى غضون الأيام الأربعة المقبلة.
تصعيد "بوتن" الاقتصادى قابله انزعاج فى أوروبا وقالت كثير من الشركات أن العقود مع جازبروم عملاق الطاقة الروسى تنص على أن يتم الدفع باليورو أو بالدولار الأمريكى وليس بالروبل الروسى، ولكن لماذا هذا القلق؟،.. التقارير تشير إلى أن التعاقدات اليومية على النفط والغاز الروسى فى حال تقييمها بالروبل ستتخطى عدة مليارات من روبل يوميا– وهى قيمة لم نتمكن من التحقق منها- كما أن استمرار صعود النفط يضيف للخزانة الروسية مليارات الدولارات.
ومع استمرار صعود النفط بنحو 60% منذ بداية العام الجارى، فإن موسكو من أكبر الرابحين، حيث تقول إلينا ريباكوفا، نائب كبير الاقتصاديين بمعهد التمويل الدولى، أن كل 10 دولارات زيادة فى سعر النفط تمنح روسيا حوالى 20 مليار دولار تدفقات فى الحساب الجارى فى السنة.
وأضافت فى تغريدة لها أنه مع تراجع الواردات الروسية المحتمل بسبب العقوبات، فإن فائض الحساب الجارى لروسيا قد يتجاوز 200 مليار دولار لعام 2022، موضحة، أنه على الرغم من أن 40% من احتياطات البنك المركزى الروسى والبالغة 640 مليار دولار محظورة بسبب عقوبات أمريكا وأوروبا، فإنه يمكن لروسيا أن تعيد بناء احتياطاتها من فائض الحساب الجاري.
وبحسب بيانات Bruegel، مركز أبحاث أوروبى للشئون السياسات المتعلقة بالقضايا الاقتصادية، فإن نتيجة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى بعد بداية الحرب، دفع الاتحاد الأوروبى لروسيا مقابل الغاز الذى اشتراه منها 660 مليون يورو فى 3 مارس 2022 مقابل 190 مليون يورو دفعها فى أول يناير الماضي.
ومع الاتجاه للتنازل عن الدولار وقبول الدفع بالروبل، فإن العملة الأمريكية معرضة للتراجع فى حالة نجاح روسيا فرض هذا الأمر على أوروبا، بحسب دكتور خالد عبد القادر الخبير الاقتصادى، مشيرًا إلى أن جزء كبير من قوة الدولار مرتبط بتسعير النفط والغاز به عالميًا كما أن حركة التجارة العالمية مرتبطة بالدولار، ودخول منافس للدولار سوار الروبل أو اليوان الصينى فإن ذلك يزعزع مكانة الدولار.
وعن ردود الأفعال بشأن فرض روسيا الروبل كعملة دفع، قال وزير الاقتصاد الألمانى روبرت هابيك أن "الحكومة الفيدرالية ستناقش هذا الأمر مع الشركاء الأوروبيين"، وأضاف أن القرار "يظهر مرة أخرى أن روسيا ليست شريكا مستقرا"، حسب ما نقلت وكالة "DPA".
وصرح المستشار الاقتصادى لرئيس الوزراء الإيطالى فرانشيسكو جافازي: "برأيى، يجب الدفع باليورو، لأن الدفع بالروبل يعنى التحايل على العقوبات، لذلك أعتقد أننا سنواصل الدفع باليورو". وفى الوقت ذاته، أكد أن الحكومة الإيطالية لم تتخذ أى قرار حتى الآن.
من ناحيته، أكد رئيس وزارة الطاقة البلغارية ألكسندر نيكولوف أن قرار روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل لا يهدد العقد الحالى مع بلغاريا.
قال فاديم تشيبان رئيس شركة "مولدوف غاز" إنه اعتبارا من الأول من مايو، تستطيع الشرطة دفع ثمن الغاز الروسى بالروبل أو اليورو فقط، ولا ينبغى أن تنشأ أى مشاكل.