رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

المهندس هاني فاروق يكتب: ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان اغتال آمال تركيا

عالم الطاقة

بعد أن كانت الحدود البحرية بين الدول المطلة علي منطقه شرق البحر المتوسط والمتمثله في مصر وسوريا والاردن ولبنان وفلسطين واسرائيل وقبرص واليونان وتركيا كانت حدود ليست علي مستوي الأهميه لدرجه تداخل الحدود وعدم وضوحها، فقد أصبحت المنطقة الآن هي الاهم نظرا لاكتشافات الغاز الاخيره والتي بدأت في 2010.

كان لاسرائيل نصيب الاسد من الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه في شرق المتوسط لاستغلالها الانشغال المصري خلال ثوره 2011 وعملت علي التنقيب بحريه في ظل عدم وضوح الحدود البحريه بين مصر واسرائيل مكتشفه العديد من الابار التي تحتوي علي اكبر احتياطات الغاز انذاك في المنطقه منها حقل تمار ويبلغ احتياطي هذا الحقل 9.9 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وكان لهذا الحقل ظروف خاصه من خلافات اثيرت بين اسرائيل ولبنان حيث ان لبنان طالبت باحقيتها في هذا الحقل، حيث انه يقع في المنطقه الاقتصاديه لها وتدخل حزب الله حيث انه اعلن بانه لن يسمح لاسرائيل باجراء عمليات الحفر في هذا الحقل وتم رفع موضوع النزاع الي الامم المتحده والتي افادت بأحقيه اسرائيل في هذا الحقل.

اما الحقل الثاني هو حقل ليفياثان ويطلقون عليه الحقل العملاق حيث ان احتياطي هذا الحقل 18 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وباكتشاف هذا الحقل العملاق باتت اسرائيل تحلم بأن تكون دولة مصدره للغاز خاصه وأن احتياطي الغاز حاليا لديها جعل اسرائيل تشعر بالاكتفاء الذاتي من الغاز ويمكن تصدير الفائض وهنا باتت اسرائيل تحلم بأن تكون علي خريطه الدول المصدره للغاز الطبيعي وأن تنعش اقتصادها خاصه بعد هذه الاكتشافات في شرق المتوسط.

وكان لقبرص هي الاخري حقل افروديت والذي يقدر احتياطي الغاز به 9 تريليون قدم مكعب وكان لهذا الحقل مشاكل مع تركيا في ترسيم الحدود والتي هددت فيه تركيا بأستخدام القوة، ولكن بدأت قبرص في الحفر في سبتمبر 2011 اما الان بدأت اصوات تركيا في التصاعد مره اخري لمطالبتها بحق قبرص التركيه في نصيبها من الغاز.

كل هذه الاكتشافات جعلت من مياه شرق المتوسط منطقه ذات اهميه قصوي كمصدر للطاقه مما دفع دول المنطقه لمعرفه ما لها وما عليها، ومما زاد المنطقه سخونه واهميه هو مشروع البحث السيزمي ثنائي و ثلاثي الابعاد في منطقه البحر المتوسط والذي اشار بأن منطقه شرق المتوسط بها مخزون من احتياطي الغاز يقارب 215 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و 232 تريليون قدم مكعب في منطقه غرب المتوسط ومع ادراك دول شرق المتوسط بهذه الكميات الهائله من مخزون الغاز جعلها تتصارع من اجل الحصول علي نصيبها من الغاز والذي يمثل العنصر الاساسي لتوليد الطاقه وهذا جعل الصراع بينها ظاهرا كصراع تركيا مع قبرص ومطالبتها بنصيبها من الغاز وصراع اسرائيل ولبنان وفلسطين علي الحقول التي تدعي اسرائيل انها حق مكتسب لها ونظرا لسيطرتها العسكريه علي هذه المنطقه والاخذ بمبدء المعيارين والذي تنتهجه الامم المتحده تؤل في النهايه احقيه هذه الحقول الي اسرائيل

إن أحلام تركيا بأن تكون ضمن الكبار في اكتشافات وتصدير الغاز بدء يتلاشي بعد اكتشاف حقل ظهر والذي يعد كأكبر اكتشاف في البحر المتوسط حيث يبلغ احتياطي الغاز به الي 30 تريليون قدم مكعب وكان يراودها حلم اخر بتصدير الغاز الي اوروبا فجاء حقل ظهر ليقضي علي هذه الاحلام وهذا ما جعلها تتخبط كالفرخ المزبوح وتهدد يمينا ويسارا من اجل البقاء.

مصر عملاقا بين جيرانها كما عهدناها واي مساس بأمنها اواراضيها ومياهها الاقليميه والاقتصاديه سوف يجعلها نارا تأكل كل من يجول بخاطره المساس بها وسوف تتحول مياهنا الي مقبره لكل فاقد وعي يبغي ان يلعب مع الكبار.

 

مهندس استشاري هاني فاروق اسماعيل

خبيرتخطيط وإدارة مشروعات البترول والغاز

عضو صفوة الخبراء المصريين للتنمية


تم نسخ الرابط
ads