كيف يعيش 1500 شخص في خالدة للبترول ؟..ورئيس الشركة يوجه رسالة لهم

على مدار الأيام الماضية ، قدم العاملون بمختلف الحقول والمناطق التابعة لشركة خالدة للبترول نماذج فى التضحية والشجاعة التى لا أحد يستطيع إغفالها ٱو إنكارها تحت قيادة ودعم المهندس سمير عبادى رئيس الشركة الذى لم يهدأ له بال أو خاطر .
غرفة عمليات وطوارئ أعلنتها الشركة بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية والذى لم تمنع مشاركة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية فى مؤتمر التعدين بكندا حرصه الدائم والمستمر على التواصل للاطمئنان على أبنائه العاملين بمختلف المناطق التابعة للشركة موجها بتوفير كافة أوجه الدعم للشركة ورئيسها وجميع العاملين بها .
لحظات صعبة وفارقة عاصرها وعايشها العاملين بمختلف درجاتهم الوظيفية ، وقفوا صفا واحدا لمواجهة "كورونا" الذى لم يستطع التقليل من نشاطهم وحرصهم على العمل ليلا ونهارا متحدين كل الظروف والمخاوف التى تحاوطهم خوفا من مصير غامض نظرا لخطورة الوضع .
تحولت شركة خالدة للبترول ل"خلية نحل" بقيادة المهندس سمير عبادى رئيس الشركة حيث أصبح الجميع على قلب رجل واحد هدفهم الحفاظ على متابعة أنشطتها المختلفة من عمليات إنتاج وتنمية آبار لم يتوقفون للحظة تحت اى تواطؤ لم يشغلهم ما يحدث من تطورات وربما تعرضهم لمخاطر عدة الا أن ضربوا أروع الأمثلة فى التلاحم والتكاتف.
وحرص المهندس سمير عبادى رئيس الشركة على إرسال رسالة شكر وتقدير وعرفان لأصغر عامل حتى أكبر قيادة بمختلف الحقول والمناطق التابعة لشركة خالدة للبترول قائلا :" يوما تلو الآخر يثبت رجال البترول أنهم على قدر المسئولية وحمل لواء العزة والحفاظ على مقدرات الشركة ممثلة فى مواقعها المتنوعة من محطات معالجة وأنابيب ضخ الزيت الخام ومتابعة عمليات الإنتاج التى لم تشهد انخفاض برميل واحد ".
واستطرد قائلا :" كنتم وما زلتم نعم السند والعون قدمتم أروع الأمثلة فى التضحية جعلتنى أتباهى وافتخر أننى على رأس منظومة لا تعرف سوى النبل والشجاعة ..تحياتى وتقدير لكم جميعا "..
لحظات قلق يعيشها العاملين في آبار شركة خالدة للبترول بمطروح، بعد اكتشاف حالة من بينهم لخبير كندي مصابة بفيروس كورونا، سرعان ما تبددت باتخاذ إجراءات وقائية بإقامة حجر صحي لهم، يسيطر العمل فيه على معظم أوقاتهم.
الأبواب موصدة والشرطة تحميها، لا يسمج بدخول أو خروج أحد الجميع داخل الحجر الصحي يرتدون الكمامات ويمارسون أعمالهم، فيقبع 1500 شخص داخل هذا الحجر لمدة 14 يومًا في 4 مواقع للشركة، منهم مخالطين مباشرة وأخرين محتملين للكندي المصاب بكورونا، تغلق الابواب عليهم، ولا يسمح بتجمعهم سواء لتناول الوجبات في "الميز" أو للصلاة في المسجد خوفًا من انتقال كورونا أو عودتهم لأهلهم وحصولهم على إجازاتهم.
لكن هناك في المقابل 1427 شخصا أخر لا يستطيعون إنهاء اجازاتهم وعودتهم لعملهم فيمكثون في منازلهم، لا يستطعيون مغادرتها، حتى انتهاء فترة الحجر الذاتي، والمقدرة ب14 يوم، تحسبًا لظهور أي أعراض قد تكون للفيروس.
في منطقة السلام أو "السلام بيز" التابعة لشركة خالدة والتي اكتشف فيها الكندي المصاب بالفيروس، يوجد أكثر من الف عامل ومهندس يعملون في حقول البترول يستيقظون في السادسة صباحًا لبدء أعمالهم، بعد تناولهم الإفطار في غرفهم وفحص درجة الحرارة لهم، ثم ارتداء الكمامات وبدء ممارسة أعمالهم، حتى العودة مساءً لقياس الحرارة ثانية وتناول وجبة الغذاء والذهاب لغرفهم.
يصف مهندس يشغل منصب قيادي بالشركة رفض نشر اسمه المشهد هناك بالقلق الحذر لدى الجميع، لكن العمل يخف من حدته: نعيش جو قلق والشغل ارحم من الجلوس بدون عمل، حتى لا نقلق أكثر، فالشغل أفضل، والدنيا تسير بشكل طبيعي جدا والانتاج زاد وسيدخل احد الابار الجديدة الانتاج اليوم.
ويضيف أن الموقع مغلق عليهم، ولا يتحركوا كثيرًا، وممنوع الحركة، والسائقين تخاف تاتي من الاسكندرية لمد الموقع بالسولار، ويتم العمل من "الاستوك" ولا يكفي السولار ل14 يوم، فالشركة تنتج 320 يوم في اليوم.
ما يزيد من قلقه هو خوف أسرهم عليهم، لكن حتى لو اتيح لهم النزول لم يتخذ قرار العودة لأهله حتى لا يسبب له أي ضرر قد يكون محتمل، ويجلس "بنفس راضية" والانتاج لم يتاثر، فتلقى مكالمات من أشخاص لم تحدثه من 20 سنة قلقا عليه.
الحجر الصحي بدأ بعد أن تم جمع بيانات جميع العاملين وحصر حركة المهندس الكندي المصاب بكورونا وبناء عليه تم عمل الحجر الصحي للحقول التي زارها المصاب منذ وصوله لمقر الشركة وعددها أربعة حقول من أصل 500 بئر تابعة للشركة التي تعد قطاع مشترك بين الهيئة العامة للبترول وشركة اباتشي الأمريكية.
"حددت وزارة الصحة من اختلطوا بالمصاب أو العاملين الذين لم يختلطوا به بشكل مباشر، فمن اختلطوا به مباشرة المسئولين عن تنظيف غرفته، ومن يعد له القهوة والمشروبات في الموقع، ومن يباشر معه العمل في مكتبه، وفريق العمل الذي احتك به في "بريمة الحفر" بالإضافة إلى أشخاص يقيموا معه في الفيلا كل واحد في غرفة بمفرده وعددهم جميعا 14 شخص تم عزلهم في أماكن منفصلة في "الكامب" لمدة 14 يومًا دون السماح بخروجهم" بحسب قول المهندس.
وقسم الفريق الطبي والذي يبلغ عدده 30 طبيب وممرض الناس في الحجر إلى 3 مستويات حسب درجة اختلاطهم بالحالة، المستوى الأول الذي تعرض للاختلاط المباشر، مع المصاب، وتم اجراء الفحص الطبي له ويجرى قياس الحرارة له مرتين في اليوم، وحجزهم في الموقع، ومنهم الأجانب ويبلغ عددهم من 10 إلى 20 شخص في كل قطاعات الشركة والسائق والمساعد الخاص به، والمستوى الثاني هم العاملين في موقع السلام، الذي تم اكتشاف الحالة به، ثم المستوى الثالث هي 4 مواقع اخرى بجانب السلام هي موقع طارق وجنوب المباركة وموقع كلابشة وعدد من فيهم من 300 الى 500 فرد.
ويوضح: نعمل بشكل طبيعي، وفيه بعض الناس بعد أن حصلت على اجازتها منعت من السفر، حتى يقضوا 14 يوم في الحجر، ومبسوطين وزملائنا أننا نجلس في موقع العمل ولم ننزل لأهلنا خوفا من أن يصابوا، أما من نزلوا اجازة قلقانين لان يكونوا سبب في نقل أي فيروس لأهلهم.
ويضيف ان كل الموجودين تقاس لهم الحرارة يوميًا مرتين، ومنع تناول الطعام في "الميز" والصلاة في الجامع خوفا من الاختلاط، ويتم توزيع الوجبات على الغرف، وتوجد في الموقع عيادة وتم تزويدهم ب3 سيارات إسعاف، بهم 30 طبيب وممرض.
ويتبع الموجودين بداخل الحجر اجراءات وقائية تتمثل في ارتداء الكمامات ولديهم تعليمات بمنع التلامس والسلام والأحضان، وتم توزيع بوسترات توعية بفيروس كورونا وكحول ومنظف لليدين والكمامات كاجراءات وقائية، وتم تخصيص رقم هاتف للحاصلين على اجازات للتواصل حال شعورهم بأي أعراض.
ويوضح أن بعض المهندسين، والعاملين في اجازات وعددهم 1200 للحصول على كوروسات وتدريبات، وخلال ذلك، يتجنبهم الناس ولا يتعاملوا معهم خوفا منهم رغم أنهم لا يحملوا الفيروس، وطلب منهم الجلوس في منزلهم 14 يوم، ولو اصيب أي شخص سيتم مد فترة الحجر ولن ينزل أي أحد من الشركة.
لكن هناك في المحافظات الأخرى عاملين أخرى في حجر صحي اخر، لكنه حجر ذاتي في منازلهم، هم 1427 شخص حصلوا على إجازاتهم قبل اكتشاف الإصابة، وتعاملوا مع المصاب، منهم المهندس عمر خالد الذي بدأ اجازته في القاهرة قبل اكتشاف الإصابة ب4 ايام، وجاءه طلب من الشركة بالتزام منزله.
خطاب تلقاه عمر بالتوجه لأقرب مستشفى حميات لإجراء تحليل لاكتشاف كورونا حال شكوته من أي أعراض منها السخونية، والسعال، لكن هو الآن بصحة جيدة.
ويقول إنه يمكث في منزله ولن يعود للعمل قبل 14 يومًا، فترة الحجر، ويتجنب التعامل مع أحد، فيقضي يومه مع زوجته وطفلته التي لم تتجاوز التسعة أشهر.
ويشير إلى وجود أكثر من 32 موقع تابع للشركة ما بين آبار البترول والمحطات وكامبات للسكن، ويزيد عدد العاملين عن 3200 شخص، منهم حوالي 1500 في موقع السلام فقط.
في أحد المحطات البعيدة عن مواقع الشركة الرئيسية، يمكث باسل عبد المنصف، فني، رفقة 4 من زملائه في المحطة لا يستطيع أن يغادرها للعودة إلى غرفة إقامته في الموقع الرئيسي في منطقة السلام، فلا يسمح لأحد بالدخول أو بالخروج من المواقع كلها.
ويقول: المحطة في الجبل، تبعد 100 كم عن الموقع الرئيسي، وكل يوم يرسلوا الينا وجبات الأكل والمياه ونكمل عملنا في المحطة وتشغيلها مرتدين الكمامات حتى ننتهي من ال14 يوم فترة الحجر.
رغم بعد المسافة إلا ان الفريق الطبي يتوجه إليهم كل يوم لفحصهم وقياس درجة الحرارة لهم، خاصة أن منهم من تعامل مع الشخص المصاب.
على بعد 70 كم من موقع السلام يقع موقع كلابشة، ورغم عدم إصابة الكندي فيه، إلا أنه يمنع خروجهم أو دخول أحد إليهم، كاجراء احتياطي أيضًا.
"نبدأ يومنا الساعة 7 الصبح في العمل في الآبار، بعد ارتداء الكمامات، لكن لا يوجد قلق كبير، فالموقع بعيد عن موقع السلام اللي اصيب فيه الكندي" يقول بسام محمود رئيس وحدة لمعالجة الغاز.
ويضيف أن الفريق الطبي بدأ تنفيذ الكشف الطبي عليهم وعددهم في الموقع حوالي 300 شخص، كما أن المسجد مغلق وكذلك الميز تجنبا لتجمعات العاملين والاختلاط، ويتم توزيع الوجبات على الغرف.
لا يدري بسام محمود متى يعود لأهله، وهو ما يزيد قلقه ويضاعف قلقهم عليه، خاصة أن فترة الحجر الصحي يمكن أن تمتد إذا اكتشفت إصابات أخرى.