ننشر كلمة ماريو ميهرن رئيس «فينترسهال دِيا» في المؤتمر الصحفي الملغي لعام 2020

قال ماريو ميهرن رئيس «فينترسهال دِيا» في كلمته: « السيدات والسادة الكرام،
في هذه الأيام، لا يمكن الوثوق بأن يسير أي شيء حسب ما هو مخطط له.
هذه هي طبيعة الأزمة – أي أزمة فيروس كورونا.
فنحن جميعاً بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها – نحتاج إلى التكيف مع الظروف وإلى التطور.
اضطررنا إلى إلغاء الخطط الخاصة بمؤتمرنا الصحفي السنوي الذي اعتدنا فيه دائماً أن نستقبل الصحفيين من جميع أنحاء العالم.
وبدلاً من ذلك، سنتواصل ونتفاعل معاً رقمياً وعبر الهاتف.
اتخذنا جميع إجراءات السلامة في شركتنا وفي مواقعنا.
لقد زدنا نسبة العمل عن بعد
وطبقنا مخططاً للطوارئ من أجل الحفاظ على سير العمليات في جميع أقسام المؤسسة.
سلامة الجميع هي على رأس أولوياتنا.
موظفونا هم أغلى ما لدينا من أصول.
وهم مسؤوليتنا.
لهذا السبب، فإن وضع مخطط يُدار بعناية لحالة الطوارئ هو أمر ضروري من أجل تسطيح منحنى العدوى.
هذا يتيح لنا المزيد من الوقت، ويخفف العبء عن المستشفيات،
وينقذ حياة الناس.
من السهل القول إنه يجب علينا محاولة التأقلم مع هذه الأوقات الغريبة.
لكن ليس لدينا خيار في هذا الأمر.
في المقابل، دعونا نستثمر الوضع السيئ على أحسن وجه، ونساعد بعضنا بعضاً.
ففي نهاية الأمر، ستستمر الحياة وكذلك الأعمال التجارية.
لا يجب علينا كشركة أن نطبق واجبات السلامة المنوطة بنا وحسب، بل علينا أيضاً أن نحقق رسالتنا – وتتمثل في إنتاج الطاقة وتأمين الإمدادات.
انطلاقاً من ذلك، قررت عدم إلقاء خطابي في المؤتمر الصحفي السنوي كما جرت العادة.
(الاندماج، فينترسهال دِيا)
بدلاً من ذلك، أود أن أتحدث إليكم عن نتائجنا لعام 2019 وتوقعاتنا المستقبلية، عبر هذه الطريقة.
من الواضح أننا نعيش في أوقات عصيبة لا شيء مؤكد فيها، ما يفرض علينا جميعاً متطلبات كبيرة.
في أول شهرين من هذا العام، شهدنا بالفعل مستويات عالية من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
مع انتشار فيروس "كورونا"، تمت إضافة عامل آخر إلى الظروف القائمة.
علاوةً على ذلك، شهدت الأسواق العالمية مؤخراً انهياراً مفاجئاً في أسعار النفط.
وكان هذا الهبوط الأكثر حدة منذ 30 عاماً.
في حين أن حرب الأسعار التي أثارتها المملكة العربية السعودية تؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله،
فإن منتجي النفط والغاز هم بطبيعة الأمر من سيشعرون بهذا الأثر أولاً.
ونحن أيضاً تأثرنا بها،
لكن "فينترسهال دِيا" في وضع جيد -
حتى في مواجهة مثل هذه الأزمة.
لقد جاء اندماجنا في الوقت المناسب تماماً!
"فينترسهال" و"دِيا"، شركتان ألمانيتان عريقتان اتحدتا في عام 2019 لتشكلا شركة فينترسهال دِيا.
شركة واحدة ذات تطلعات بعيدة المدى.
"فينترسهال دِيا"؛ شركة الغاز والنفط الرائدة المستقلة في أوروبا.
نحن رواد في الإنتاج والاحتياطيات، ورواد أيضاً على مستوى تكاليف الإنتاج -
وهي أدنى بكثير من تكاليف الإنتاج الخاصة بمنافسينا.
تمنحنا هذه العوامل حصناً منيعاً ضد المد المتصاعد.
إنها تشكل بوصلتنا لاستكشاف طريقنا عبر هذه العاصفة.
----
لدينا محفظة أعمال تنافسية
يشكل الغاز حوالي 70 في المئة منها، و30 في المئة للنفط.
من هنا، فإن شركة "فينترسهال دِيا" هي شركة "للغاز والنفط".
فنحن قد عكسنا عن عمد الترتيب الطبيعي للتسمية.
هذا هو الموقع الذي يمكنه الازدهار والتميز،
خاصةً وأن الغاز سيلعب دوراً جوهرياً في عملنا مستقبلاً.
لدينا أيضاً ميزة تنافسية أخرى:
"فينترسهال دِيا" تمتلك الحجم المثالي.
كبيرة بما يكفي كي تنهض بالحمل إلى جانب شركات النفط الوطنية.
في حين أن استقلاليتنا ورشاقتنا ومرونتنا تعني أنه يمكننا التعامل مع المهام المعقدة.
فذلك يعني أننا أذكياء بما فيه الكفاية أيضاً.
---
لدينا محفظة أعمال قوية في الاستكشاف والإنتاج
منتشرة عبر أربع مناطق:
شمال أوروبا وروسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
علاوةً على ذلك، يشكل القطاع الأوسط من عمليات إنتاج النفط والغاز، مصدراً ثابتاً للسيولة النقدية بالنسبة لنا، بما في ذلك نورد ستريم 1، وخطوط النقل البرية في ألمانيا.
وهذا يؤتي ثماره، خاصةً في ظل التقلبات الحالية لأسعار النفط والغاز.
وقد تم حالياً تشغيل السلسلة الأولى من خط أنابيب الغاز الأوروبي "إيوغال" EUGAL. وكجزء من مشروع مشترك خاص، فقد نجحنا في تنفيذ أحد أكبر مشاريع البنية التحتية للطاقة في الاتحاد الأوروبي.
في الموعد المحدد، وضمن الميزانية المخصصة!
في هذه الأوقات المضطربة، وضعنا مساراً استراتيجياً واضحاً لتحقيق الآتي:
• تركيز لا مساوة فيه على الاستدامة
• انضباط مالي صارم
• نمو مثمر من شأنه تحقيق عوائد منافسة للمساهمين
• محفظة أعمال مميزة للقطاع الأعلى من عملياتنا
• تدفق نقدي مستقر من أعمالنا في القطاع الأوسط من عملياتنا.
---
(الإنتاج في عام 2019)
من سيبيريا إلى تييرا ديل فويغو،
ننتج الغاز والنفط.
في عام 2019، وصل متوسط إنتاجنا اليومي إلى
642 ألف برميل
في عام 2018، بلغ متوسط الإنتاج اليومي 589 ألف برميل لشركتي "فينترسهال" و"دِيا" مجتمعتين.
أي بزيادة بلغت 9 في المئة!
دعونا الآن نلقي نظرةً على احتياطياتنا.
تمتلك فينترسهال دِيا احتياطات مؤكدة ومحتملة تبلغ 3.8 مليار برميل من النفط المكافئ.
ووفقاً لمستوى إنتاجنا الحالي، فإن هذا يعادل احتياطياً لمدة 17 عاماً.
من الواضح أن هذا الاحتياطي يعتبر أعلى من المتوسط.
وهذا يعني أننا في وضع جيد يؤهلنا لمواجهة التحديات الحالية ولتحقيق خططنا المستقبلية أيضاً.
ومع ذلك، ليس هدفنا
تسجيل أرقام إنتاج قياسية جديدة كل عام.
هدفنا ليس الكم بل النوعية.
إن هذا يشكل أهمية أكبر اليوم أكثر من أي وقت مضى.
من الأهمية بمكان أن نحافظ على محفظة قوية
حتى نتمكن من الاستجابة
لظروف السوق المتغيرة والأسعار المتقلبة
- مثل تلك التي نشهدها حالياً.
العامل الرئيسي في تحقيق ذلك هو التأكد من أن عملنا مجدٍ من حيث التكلفة.
لا يمكننا أن ننتج بتكلفة مجدية في كل مكان كما هو الحال في روسيا أو الأرجنتين.
ببساطة شديدة، بعض البلدان أكثر تكلفة.
إلا أننا نملك مزيجاً ممتازاً.
---
في عام 2019، وصل متوسط تكاليف الإنتاج إلى 4.30 دولاراً أمريكياً لكل برميل من النفط المكافئ، وهو ما يعادل تقريباً نصف متوسط التكلفة بالنسبة لصناعتنا والبالغ حوالي 8.20 دولارًا أمريكيًا.
علاوةً على ذلك، بدأت الآثار الإيجابية للتضافر الناجم عن اندماجنا في اكتساب زخم قوي.
نحن نسير على المسار الصحيح لتحقيق تعاون نقدي يبلغ 200 مليون يورو بحلول عام 2022.
وهذا يدل على أن تكاملنا يحقق تقدماً بشكل جيد.
(النتائج المالية)
وهذا يقودنا مباشرة إلى جوهر الأرقام المالية التي حققناها.
في عام 2019، حققت "فنترسهال دِيا" نمواً صحياً.
نمو مربح.
لقد حققنا إيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والديون ونفقات التنقيب (اختصاراً EBITDAX) بلغت 2.83 مليار يورو في عام 2019.
إنه حقاً لرقم جيد!
إذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف الصعبة للسوق التي كانت جليةً في عام 2019.
تراجعت أسعار الغاز الأوروبي بنسبة تصل إلى 40 في المئة على أساس سنوي.
سعر خام "برنت" كان أقل بمعدل 10 في المئة من العام الذي سبقه.
أود أن أتقدم "بالشكر" الجزيل لفريق عملنا بأكمله
على النتائج التي حققناها في عام 2019.
إنه إنجاز متميز - خاصة في ظل أوقات التغيير والاندماج هذه.
---
نجاح آخر حققناه في العام المنصرم: لقد حصلنا على الدرجة الاستثمارية في تقييمات " موديز وفيتش" Moody’s and Fitch في شهر يونيو.
لقد استقطب الطرح الافتتاحي لسندات "فينترسهال دِيا" القياسية في سبتمبر من العام الماضي الذي بلغت قيمته 4 مليار يورور طلباً قوياً للغاية.
لقد كانت بداية جيدة جداً للسوق المالية، وأسعدنا رؤية هذه الاستجابة من المستثمرين للائتمان الخاص بشركة "فينترسهال دِيا".
لقد تم تجاوز عدد طلبات دفتر الاكتتاب ثلاث مرات تقريباً.
(توقعات مستقبلية)
ليس سراً أن
مالكو أسهم الشركة يريدون منا أن نعلن عن اكتتاب عام.
وابتداءً من صيف هذا العام، سنكون عند نقطة الانطلاق،
جاهزون للاكتتاب العام.
كما أنه ليس سراً أيضاً
أنه من الطبيعي أن يعتمد الاكتتاب العام على ظروف السوق.
---
دعونا الآن نلقي نظرة على المؤشرات الاسترشادية لنا في السنة الحالية 2020.
نفترض أن الآثار السلبية لفيروس "كورونا" سيكون لها ثقل كبير على السوق العالمي
خاصةً في الربعين الأول والثاني من عام 2020.
أسعار النفط والغاز ستستمر عند مستويات أدنى بكثير من أسعار العام الماضي.
بالنسبة لشركة "فينترسهال دِيا"، نتوقع إنتاجاً يومياً يتراوح بين 600 ألف و530 ألف برميل من النفط المكافئ لعام 2020. وذلك باستثناء أحجام الإنتاج في ليبيا. وهذا يتوافق مع حجم الإنتاج الذي حققناه في العام السابق.
واستجابةً لما نتوقعه من استدامة فترة مليئة بالتحديات بالنسبة لأسعار البضائع،
فإننا نتخذ عدداً من الإجراءات الحاسمة
بناءً على الإطار المالي الواضح الذي وضعناه:
بدايةً، لقد اتخذنا إجراءات عملية لخفض رأسمالنا التطويري
ليكون ضمن حدود تتراوح بين 1.2 و1.5 مليار يورو.
تخفيض بنسبة 20 بالمائة عن خططنا الأصلية لهذا العام ويقارب رأسمال التطويري لعام 2019 الذي بلغ 1.5 مليار يورو تقريباً.
بالإضافة إلى ذلك، سنقوم بتخفيض ميزانية التنقيب الخاصة بنا للعام الحالي إلى ما يتراوح بين 150 إلى 250 مليون يورو، مقارنة بـ 340 مليون يورو في عام 2019.
---
لا شك في أن العام 2020 سينطوي على تحديات كبيرة للغاية بالنسبة لصناعة النفط والغاز.
إلا أننا نؤمن بأن النتائج القوية لميزانيتنا العمومية،
وإنتاجنا الذي يتمتع بتكاليف مميزة
والإجراءات الصارمة التي نتخذها
سوف تسمح لنا بالمضي قدماً وإيجاد طريق لنا في ظل هذه الظروف.
والخروج من خضمها في نهاية المطاف
مستفيدين من الدروس وأقوى مما نحن عليه اليوم.
---
[الرقمنة]
علاوةً على ذلك، هناك مجال آخر نرسم فيه
الحاضر والمستقبل:
الرقمنة.
لعل استمرار وجودنا على هذا الدرب هو ميزة كبيرة في ظل الأزمة الراهنة.
لكنها مهمة من جميع الزوايا!
عندما يتعلق الأمر بالعمل:
لأنها يمكن أن توفر علينا ما يصل إلى 20 في المئة من تكاليف التشغيل لدينا.
ومن حيث السلامة:
تساعد الرقمنة على حماية الأشخاص والبيئة بشكل أفضل.
فضلاً عن ذلك، تساعد الرقمنة على حماية المناخ.
---
من الأمثلة الجيدة على التقنيات المبتكرة التي نمتلكها التوأم الرقمي لمنصة "متلبلاته".
إنها تمكننا من تكرار جميع العمليات وتحسينها رقمياً -
وتوفر علينا مليون يورو سنوياً.
نقوم حالياً بتصميم توأم رقمي آخر لحقل "بريج"Brage الخاص بنا.
وأحدث نسخة منه من أجل يوجنو-روسكوي.
تجعل مثل هذ المشاريع المبتكرة شركة شريكاً مفضلاً ومحترماً في جميع أنحاء العالم.
---
سيداتي وسادتي،
العالم اليوم يرزح تحت حالة اضطراب كبيرة.
في صناعتنا، هذا هو وقت التغيير.
مثل هذه الأوقات تحتاج منا إعادة النظر في أفكارنا وأفعالنا.
إنها حقاً أوقات حرجة!
وهذا ينطبق أيضاً على شركة مثل "فينترسهال دِيا".
---
قال المستشار الألماني السابق هيلموت شميدت ذات مرة:
"الأزمات تكشف عن الوجه الحقيقي للإنسان".
لقد كان محقاً.
ونحن في هذه الأيام أمام وجه حقيقي!
نستطع أن نراها على شكل فيديو لقي رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية:
يظهر الفيديو سكان مدينة سيينا الإيطالية
يغنون معاً عند نوافذ بيوتهم ليلاً لرفع معنويات بعضهم بعضاً.
في حلكة الأوقات الصعبة، يشع نور الإنسانية بوهج خاص.
ولهذا السبب، آمل أن نعمل جميعاً في المجتمع الدولي
• بقوة الشخصية
• مواجهة الأزمة
• وبروح التضامن
بهذه الطريقة، سيدخل عام 2020 التاريخ بوصفه عاماً مأزوماً
لا بوصفه عاماً مشؤوماً.
شكراً جزيلاً لكم».