د.أحمد سلطان يكتب: الأطماع التركية على الأراضى الليبية

الإرهاب لا دين له ولا وطن ولكنه لا يستطيع هزيمة دولة ولا محو التاريخ، فالتاريخ لا يشفع لأصحابه سيما المتحالفين مع الخونة ورعاة الإرهاب، تعددت أطراف الصراع على الأراضى الليبية وتباينت الأهداف والواهمون يعتقدون أن ليبيا مهيأة لاستعادة نفوذهم القديم وتناسوا أن توازنات ومعايير القوى تغيرت وأن مصر وشعبها أعلنت الطلاق البائن من قوى الشر وأن شعوب الدول أعلنوا الطلاق البائن من لغات مستعمريها وقاموس السياسة تكتبه مصر الان بقيادة حكيمة من رئيس تمكن من خيوط اللعبة مبكرا وكانت البداية بترسيم الحدود وحمايتها مبكرا منذ ستة سنوات وكأنه على علم بما يحدث الان.
لمن لا يعرف قيمة وأهمية هذه الدولة العربية التى يطمع الجميع اليوم فى جسدها المنهك، نذكر أن مساحة ليبيا تبلغ حوالى ٢ مليون كم مربع اى أكبر من مساحة انجلترا ٧ مرات، انها ليبيا الأرض الخصبة والغنية بالثروات الطبيعية وعلى رأسها البترول حيث يقدر الأحتياطى المؤكد فيها بنحو ٥٠ مليار برميل بترول، احتياطيات النفط في ليبيا هي الأكبر في قارة إفريقيا ووتحتل المرتبة التاسعة بين عشر دول لديها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة لبلد في العالم، بلغ معدل الإنتاج اليومي بعام 2010 , 1.65 مليون برميل (262×103 متر مكعب/يوم) حيث يقدر أن تستمر الاحتياطات مدة 77 سنة إذا ما استمر الإنتاج بالمعدل الحالي ومالم تكتشف أبار نفط جديدة. تعتبر ليبيا منطقة ذي جاذبية نظرا لزهد تكاليف إنتاج النفط (تصل حتى دولار للبرميل في بعض الحقول) ولقربها من الأسواق الأوروبي، إضافة إلى حوالى ٥٠٠ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى فى الأراضى والسواحل الليبية وحدود بحرية ممتدة على البحر المتوسط تصل إلى ٢٠٠٠ كيلو متر تجعلها من اكثر دول المنطقة استفادة من هذا الساحل فى حركة التجارة والصيد والتنقيب عن الغاز وغيرها علاوة على ثراء الأراضى الليبية بالمعادن الهامة مثل النحاس والرمال النادرة وهو ما يجعل ليبيا كنزا يستحق أن يدافع عنه أبناء ليبيا وأبناء العروبة جميعا ضد الأطماع الخارجية وعلى رأسها هذا التدخل السافر فى الشأن الليبى دون وجه حق.
ليبيا اليوم لا تشبه ليبيا التى كانت تحت الحكم العثمانى كما أنها ايضا ليست ليبيا التى استهدفها مشروع بيفن سفوزا فى مارس ١٩٤٩ التى قضى بفرض الوصاية الإيطالية على إقليم طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على إقليم قزان، ومن جديد يحاول الرئيس التركى فرض نفوذه وتدخله بشكل غير مقبول فى منطقة الشرق الأوسط بعد أن ساهم بقدر كبير فى إشعال الأمور داخل سوريا والعراق وها هو يتجه صوب الغرب طمعا فى ثروات ليبيا وفى محاولة منه لعلاج الأزمات الداخلية التى يواجهها الكيان التركى، ونسى أردوغان أن الأمر لن يمر هكذا فمازالت ليبيا هى أهم ملفات الأمن القومى والأستراتيجى لمصر ومازال دعم الشعب الليبي الشقيق فى أزماته من أهم أوليات القيادة السياسية ونسى أن لمصر الان رئيس التف حوله شعبه.
وأخيرا وليس آخرا، ليبيا لن تكون نقطة إرتكاز لميليشات وتنظيمات ارهابية ولن تكون محطة لأوهام دويلات تتوهم ان جماعة الأخوان الارهابية من الممكن أن تعود إلى الحكم غير أن ليبيا هى الدولة الوحيدة فى شمال أفريقيا التى لم ينجح الصليبيون فى احتلالها،عفوا سيد أردوغان فلن تسقط ليبيا مادامت هناك مصر، عفوا سيد أردوغان مصر لن تسمح لنفسها بأن يتم المساس بأمن واستقرار ليبيا ولن تكون معبرا لأطماعكم....حفظ الله مصر وحفظ الله اقطار العروبة من أوهام وأطماع هؤلاء الأفاقين وناهبى البلاد.