للمرة الأولى فى تاريخ «البترول».. حفر بئر بعمق 6 آلاف متر تحت سطح البحر
استخدام أحدث حفار فى العالم بتكنولوجيا الأقمار الصناعية
محمد صلاح
183يوم قد تغير خريطة صناعة البترول فى مصر ، والتى من المرتقب أن تحمل بشائر الخير، ممثلة فى الإعلان عن تحقيق كشف بترولى ضخم سيطلق عليه "نور" بمنطقة شمال سيناء البحرية التى يتم الحفر بها لأول مرة بإعتبارها أحد المناطق الواعدة بالإكتشافات الجديدة بحسب أعمال البحث السيزمى والجيولوجى التى أجريت قبيل بدء الحفر بالمنطقة التى تبعد عن حقل ظهر 163 كيلو متر مربع.
وبدأت شركتا "إيني" الإيطالية و"ثروة" المصرية حفر أول بئر استكشافية بمنطقة نور البحرية في شمال سيناء منذ الاثنين 24 أغسطس الماضى ، بإستخدام الحفار الإيطالى scrabio 9" سكرابيو 9" وهو واحد من أقوى وأحدث الحفارات الموجودة فى العالم حاليا الذى يستخدم ويعمل وفقا لأحدث التكنولوجيا المتطورة من خلال ربطه بالأقمار الصناعية بسبب طبيعة المنطقة الصعبة التى تتطلب حفار من نوع خاص.
وبدأت عمليات حفر البئر الأولى بمنطقة "نور" يوم الإثنين 24 أغسطس الماضى ، حيث تم الانتهاء من حفر أول ألف متر من أسفل قاع البحر المقدر ب300متر فى هذه المنطقة الضحلة ، حيث من المرتقب أن يقوم الحفار بحفر 6 ألاف متر مكعب وهو أقصى عمق يحدث فى تاريخ قطاع البترول المصرى على مدار التاريخ ، خاصة أن منطقة شمال سيناء البحرية تعتبر من أصعب المناطق فى عمليات الحفر نظرا للضغوط العالية والطبيعة الجيولوجية الصعبة .
ومن المقرر أن يستغرق حفر أول بئر الذى أطلق عليه "نور 1" خلال مدة تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر علي عمق يتراوح بين 5800 إلى بـ6 آلاف متر.
وتقع منطقة نور بمنطقة امتياز شمال سيناء البحرية بالبحر المتوسط، على بعد نحو 60 كيلو متر مربع من ساحل البحر المتوسط، وتقع فى جنوب شرق منطقة شروق البحرية التى تضم حقل ظهر العملاق أحد أكبر حقول الغاز الموجودة بمنطقة شرق البحر المتوسط، مقارنة بحقل "ظهر" الذى يوجد بمحافظة ببورسعيد ويبعد 180 كيلو متر عن شاطئ البحر المتوسط بالمدينة، كما تصل المسافة بين حقل "ظهر" والبئر الأول بمنطقة "نور" حوالى 163 كيلو متر.
وقال مصدر مسئول بالهيئة العامة للبترول ،ان تبلغ مساحة منطقة نور نحو 800 كيلو متر مربع داخل منطقة امتياز شمال سيناء البحرية ،حيث تتشارك كلا من شركة إينى الإيطالية وثروة المصرية فى حصة الشريك الأجنبى بمنطقة نور بشمال سيناء البحرية بالبحر المتوسط بحصص 85% لصالح إينى و15% لصالح ثروة المصرية، بالمشاركة مع الشركة القابضة للغازات الطبيعية إيجاس التابعة لوزارة البترول.
واصاف المصدر فى تصريحاته لـ «عالم الطاقة » ، انه بحسب المذكرة الإيضاحية التى تقدم بها المهندس طارق الملاً، وزير البترول والثروة المعدنية، لمجلس النواب ، فإن يتراوح نصيب الشركة القابضة للغازات الطبيعة "إيجاس" من زيت وغاز الربح بين 70%، 82.5% وفقا لكميات الإنتاج وسعر خام برنت، بالإضافة إلى أنه تم الاتفاق بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية والشركتين إينى وثروة على مشروع اتفاقية التزام على أساس نموذج اقتسام الإنتاج.
ووافقت الحكومة المصرية على إتفاقية من شركة "إينى " الإيطالية قيمتها 105 ملايين دولار لبدء استكشاف منطقة شمال سيناء فى البحر المتوسط فى مارس الماضى ، حيث نصت الاتفاقية بين الطرفين أن الشركة الإيطالية وشركة "ثروة" المصرية ستنفقان 105ملايين دولار على مرحلتين لمدة 6 سنوات بما يشمل حفر بئر فى المرحلة الأولى وآخرى فى الثانية.
ومن المتوقع بعد الانتهاء من أعمال حفر الحقل الجديد ، ووضعه خلال عامين على خريطة الإنتاج، أن يصل إنتاج مصر من الغاز إلى أكثر من 10 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا، تستهلك مصر منها نحو 6.2 مليار قدم، والمتبقى يتم تحويله للصناعات التحويلية والبتروكيماويات، والتصدير.
