رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

عبدالحفيظ عمار يكتب: الرؤية الاستراتيجية لإعلام البترول

عالم الطاقة

مَنْ لا يدرك الرؤية الاستراتيجية للإعلام، فهو حتمًا لا يدرك دور الإعلام في معركة بناء الأمم، وصناعة مواطن واعٍ يعرف ما يدور حوله، ومِن ثمَّ يستطيع أن يميِّز الصحيح من الخاطئ، ويكون أقل عُرضة للشائعات، التي تُستخدم لهدم دول.
ما سبق هو نقطة ضوء على بقعة مظلمة أُغفلت سابقًا، وأضاعت فرصة عظيمة لرفع وعي المواطن المصري بصناعة البترول وإنتاج الغاز وصناعته، انطلاقًا من وجود موضوع يتلقف الناس أي خبر أو معلومة عنه، ألا وهو «حقل ظهر». 
وكما قلت سابقًا كانت هناك فرصة لتعريف المواطن المصري بمبادئ الصناعة، انطلاقًا من اهتمام الجميع بالاكتشاف الضخم لخلق ثقافة بترولية لدى رجل الشارع، الذي اعتقد أن مصر ستصبح خليجًا عربيًا جديدًا على خلاف الواقع، وهو ما كان يضاعف غضبه عند كل رفع لأسعار المنتجات البترولية. 
الاعلام لم يوضح للمواطنين أن هذا خطأ، وأننا بلد كبير باستهلاك ضخم، لذلك فإن الحقل سيحسِّن وضع الدولة ويوقف الاستيراد- حينها- لكنه لا يعني أن نكون مثل الدول النفطية الكبرى، وعليه فإن رجل الشارع أصبح يتساءل: أين عوائد الغاز؟ لماذا ترفعون الأسعار؟ 
خسرنا فرصة لتخفيف غضب الناس من قرارات رفع أسعار المنتجات البترولية؛ لأننا لم ننجح في إمدادهم بالمعلومات الصحيحة، مستغلين كل وسائل التكنولوجيا وكل منصة نمتلكها، فهي مهما كان تأثيرها محدودًا فحتمًا ستؤثر. 
لكن إعلام الوزارة اكتفى، عندما بدأ تناقص الإنتاج، بـ «تتويه» أرقام الإنتاج، لدرجة أنه نشر تلك الأرقام بالطن وليس بالبرميل، وحرم الناس من المعرفة والمقارنة. 
مَن فعل ذلك حتمًا يجهل الرؤية الاستراتيجية للإعلام؛ فمعالجة نقص الإنتاج لا تكون بمنع المواطن العادي من المعرفة والتقييم.. فلمصلحة مَنْ ما حدث؟ حتمًا ليس الدولة أو الشعب.
هذه نقطة من نقاط عديدة، يجب علي الأستاذ محمد داود، مدير عام الإعلام الجديد بوزارة البترول، أن يضعها في الحسبان، وإن كنت أظن به خيرًا، وأنه بحكم خبرته لن يغفلها، وسيقدِّم تجربة تستحق الاحترام، ونسأل الله ألا يخيب هذا الظن. 
وللحديث بقية...

تم نسخ الرابط
ads