رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

مصر تتوسع في صناعة البتروكيماويات لهذه الأسباب

عالم الطاقة

 

أعلنت مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وبدأت تصدير أولى شحنات الغاز الطبيعي إلى الخارج، والآن تولي مصر اهتمامًا كبيرًا لصناعة البتروكيماويات


تمثل صناعة البتروكيماويات أهمية كبيرة؛ لما تحققه من قيمة مضافة، ودفع عجلة الإنتاج، وتحسين وتيرة الاقتصاد محليًّا وخارجيًّا، وتعتزم وزارة البترول والثروة المعدنية، خلال المرحلة المقبلة البدء في إقامة عدد من المشروعات التنموية، من بينها إنتاج مشتقات الميثانول بميناء دمياط، وإنتاج البولي بيوتادين المطاط الصناعي بمجمع إيثيدكو بالإسكندرية، وتسعى لإجراء توسعات سيدبك بالإسكندرية لإنتاج البروبيلين والبولي بروبيلين، وإنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة، وتبلغ كلفتها 1.5 مليار دولار.

وشهدت مصر مؤخرًا اهتمامًا بصناعة البتروكيماويات التى تمثل قاطرة صناعات إستراتيجية وتكميلية مهمة، لا سيما بعد الاكتشافات البترولية الأخيرة التي توصلت إليها مصر، وعززت من تواجدها على خريطة الطاقة العالمية، وذلك لأن هذه الصناعة المهمة تقوم على الغاز الطبيعي وبعض مشتقات البترول الأخرى الأمر الذى يترتب عليه تعظيم القيمة المضافة لها، وتحقيق مكاسب مادية دولارية تساهم فى دفع عجلة التنمية الشاملة والاقتصاد بوجه خاص. 

الفترة الأخيرة تشهد تحولا مهمًّا على مستوى حجم الأعمال والمشروعات التي تم تنفيذها أو الأخرى التي تم الإعلان عنها؛ حيث بلغت تكلفة الاستثمارات المخصصة لهذا القطاع خلال عام 2018 نحو 1.5 مليار دولار تغطى 4 مشروعات صناعية جديدة.

وكشف المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، عن أبرز ملامح خطة الوزارة للتوسع في صناعة البتروكيماويات، قائلا: نمضي فعليًّا في تنفيذ عدد من المشروعات الجديدة للبتروكيماويات يبلغ عددها 4 مشروعات باستثمارات 5ر1 مليار دولار.

وأضاف "الملا" فى تصريحات له: تلك المشروعات في إنتاج مشتقات الميثانول بميناء دمياط وإنتاج البولي بيوتادين المطاط الصناعى بمجمع إيثيدكو بالإسكندرية وتوسعات سيدبك بالإسكندرية لإنتاج البروبيلين والبولي بروبيلين وإنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة.

وشدد "الملا" على أهمية الإسراع باستكمال إجراءات تنفيذ التوسعات الجديدة ومشروعات زيادة الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات؛ لما لها من مردود اقتصادى كبير وكونها تسهم في دعم وتحسين الاستفادة المثلى، من فائض إنتاج الغاز الطبيعى المصرى بعد ربط مراحل إنتاج جديدة لحقول الغاز بالبحر المتوسط على الشبكة القومية، خاصة أن الغاز يحقق عند استغلاله كمدخلات إنتاج في صناعة

 البتروكيماويات أعلى قيمة مضافة للاقتصاد القومى تفوق استغلاله خامًا.

وأكد على أهمية الاستمرار في التوسع بتسويق الإنتاج بالسوق المحلية والعالمية، وتحديث الدراسات التسويقية في ظل توافر إمدادات الغاز الطبيعي بعد الطفرة التي حققتها مصر في مجال الإسراع بتنمية حقول الغاز المكتشفة وزيادة الإنتاج، واتجاه مصر للتوسع في إنتاج مشتقات البتروكيماويات المختلفة من الحلقات الوسيطة والصناعات البتروكيماوية النهائية التي تمثل قيمة مضافة للثروات الطبيعية والاقتصاد القومي.

وفى سياق متصل، قال حمدي عبدالعزيز المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول والثروة المعدنية، إن يبلغ إنتاج مصر حاليا 4.8 مليون طن من البتروكيماويات، من أسمدة وايثيلين وبولي ايثيلين وبروبلين وبولي بروبلين، إلى آخر هذه المنتجات التي حققت قيمة مضافة عالية فى المنتج النهائي، صاحبها طفرات اقتصادية كبيرة داخل قطاع البترول والبتروكيماويات.

وفي تقرير نشره مؤخرًا، أكد موقع "أويل ريفيو" الإفريقي، أن شركة الاستثمارات البترولية العربية "APICORP" تتوقع إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على قطاع الطاقة قد تصل إلى تريليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، أي خلال الفترة من 2019 وحتى 2023.


وتابع أنه وفقًا لتقديرات الشركة فإن إجمالي استثمارات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المخطط لها سوف تتطلبُ تمويلا كبيرًا من القطاع الخاص.

وأضاف أن تونس والمغرب احتلتا المرتبة الأولى؛ حيث استحوذ القطاع الخاص على 68% من إجمالي استثمارات الطاقة المخطط لها، تليهم الأردن بنسبة 46% ثم الإمارات وعمان ومصر نبسبة 30% و29% و28% على التوالي.

وأشار إلى أن مصر ستحدد الاستثمارات في قطاع الغاز والكهرباء وفقًا للاحتياجات وتلبية الطلب المتزايد، حيث تشهد معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحول أكبر في قطاعات البترول والغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة.


وأوضح أن الاستثمارات في قطاع البتروكيماويات مستمرة في الارتفاع حيث بلغ إجمالي الاستثمارات أكثر من 123 مليار دولار بما في ذلك 33 مليار دولار للمشروعات قيد التنفيذ أي الموجودة بالفعل، وتمثل مصر وحدها أقل من نصف هذه الاستثمارات.

وخلال الفترة الماضية، تم الانتهاء من مجمعين صناعيين للبتروكيماويات بدمياط والإسكندرية، 

وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاحهما وهما مشروعا توسعات موبكو لإنتاج الأسمدة ومجمع إيثيدكو لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته بإجمالى استثمارات نحو 4 مليارات دولار؛ ما يدعم توفير الخامات البتروكيماوية للسوق المحلية لسد جانب من احتياجات المشروعات الصناعية التى تستخدم هذه الخامات وتصدير الفائض منها، ولاشك أن زيادة إنتاج مصر من الغاز ستنعكس إيجابيًا على نمو صناعة البتروكيماويات خلال المرحلة المقبلة، وهو ما تسعى إليه الدولة ممثلة فى وزارة البترول للاستغلال الأمثل لثروات مصر الطبيعية.

وفى تصريحات صحفية له، قال هان بينج، المستشار التجاري والاقتصادي لدى السفارة الصينية بالقاهرة، إن هناك مباحثات تجرى حاليا لتدشين مشروع للبتروكيماويات باستثمارات تصل إلى 6 مليارات دولار.

وأضاف هان بينج فى تصريحات له، أن هذا المشروع يتضمن إنشاء 3 خطوط لإنتاج البولي إيثيلين بدرجات مختلفة وخط لإنتاج البيوتادين والبنزين، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 5 ملايين مربع.

فيما يرى، الدكتور ثروث راغب، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، أن صناعة البتروكيماويات تواجه تحديات تتمثل فى التمويل والتراخيص وبعض المعوقات الأخرى.

وأوضح "راغب"، أن مصر تستورد حوالى 90% من مشتقات البولى ايثلين بمليارات الدولارات من الخارج وحال مضيها بخطى ثابتة فى إنجاز المشروعات الأربعة التى تعكف على تنفيذها حاليا ستتوفر هذه الأموال فى خزانة الدولة.

وقال إنه بتحقيق مصر طفرة فى إنتاج الغاز الطبيعى، فإنها تستطيع أن تحقق القيمة المضافة منه بدخوله فى صناعة البتروكيماويات بعدما وصل إنتاجها اليومى لـ 6.8 مليار قدم مكعب غاز يوميا.

وكشف مصدر مسئول بالشركة القابضة للبتروكيماويات إبداء مؤسسات دولية استعدادها لتمويل مشروع مجمع التكرير والبتروكيماويات فى مدينة العلمين الجديدة، الذى تقدر استثماراته بنحو 8.5 مليار دولار، ويجرى حاليا استخراج جميع الموافقات الأمنية اللازمة للبدء فى تنفيذه، بجانب تخصيص الأرض التى سيقام عليها والبالغ مساحتها 1848 فدانًا.

وقال المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه فى تصريحاته :إن الشركات المسئولة عن إجراء الدراسات اللازمة للمشروع، ستنهى أعمالها بحلول يونيو المقبل، وإن تلك الدراسات تعتمد على تدقيق المعلومات والأرقام الخاصة بالتكلفة التشغيلية والكهرباء والعمالة والمعدات، للوصول إلى بيانات دقيقة للغاية تحدد بدقة التكلفة الفعلية للمشروع، وتشمل أيضًا تحديد رأس المال العام، الذى يدخل ضمن التكلفة.

من جهته، قال الكيميائى سعد هلال، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، إن مشروع المجمع يهدف إلى إنتاج نحو 1.5 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة، وحوالى 1.9 مليون طن من المنتجات البترولية «بوتاجاز ونافثا وكيروسين ومازوت وسولار» كنواة أساسية تخدم قطاعات الصناعة المختلفة.
نقلا عن التحرير


تم نسخ الرابط
ads