رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

محمد صلاح يكتب: محمد شاكر.. وعبور «الكهرباء»

عالم الطاقة

قبل المصريون التصدي والتحدي، لتستيقظ المحروسة وتسترد هويتها، وتمضي في طريق سكة السلامة وهي تعلم أنه طريق على الرغم من صعوباته وأشواكه يبقى في نهاية المطاف الأصوب والأجدر بتعبيدة لعل قطاع الكهرباء احتل أحد مراتبها الأساسية.

 

لا أحد يستطيع أن ينكر أو يقلل من حجم  المعجزات والإنجازات التى شهدها قطاع الكهرباء المصرى خلال السنوات الماضية بوجه خاص ، والتى كان لها بالغ الأثر فى تحويل العجز فى القدرات الكهربائية المنتجة لفائض أضعاف ما كنا نننتجه جعلت دول العالم فى معظم المحافل الدولية تشيد وتثنى بالتجربة الكهربائية المصرية التى قادها "الساحر" وهذا ليس من باب المجاملة للدكتور محمد شاكر .

 

ما حدث فى قطاع الكهرباء بفضل إنسان قبل أن يكون مسئول أو وزير تحمل ما لا يتحمله بشر من ضغوطات وصعوبات وأحداث سياسية مريرة عانت منها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية إلا أنه بفضل سواعد أبنائها ورجالها المخلصين بمختلف شركات الكهرباء نجحت فى العبور من نفق الظلام  للنور الذى انتشر فى ربوعها ، وأصبح بمثابة الدينامو الرئيسى لدفع عجلة الإستثمار وتحقيق الإستقرار وعودة الثقة للشعب المصرى ولولا وجود قيادات وكفاءات قادرة على حمل لواء الأمانة مهما كلفهم ذلك من تضحيات ما كنا ننعم حاليا بإستقرار التيار وانتظامه وعدم العودة لأيام الظلام مرة آخرى.

 

سطر الدكتور محمد شاكر والذى يحب ويفضل مناداته بلقب يا "دكتور" بدلا من " معالى الوزير "سمفونية رائعة اختلط مزيجها لتنتج مقطوعات كهربائية كان استقرارالتيار وانتظامه أحلى وأروع ما فيها ،  الأمر الذى جعلنا نستمتع بألحان موسيقية تصغى لها الآذان وتقشعر لها الأبدان من عظمة ما تم إنجازه فى فترة قصيرة .

 

اتخذ "شاكر" من شعار "العمل فى صمت" منهجا وأسلوبا فى حياته  آثر على نفسه وتحمل ما لا يتحمله بشر فى الوقت الذى لم يمنعه تقدم سنه من إتقان عمله وآدائه بالشكل المطلوب وأكثر حتى أصبح لا يخلو أى لقاء رسمى أو غير رسمى من توجيه الشكر والثناء من رئيس الجمهورية ورؤساء حكومات ودويلات وقفوا إجلالا واحتراما للتجربة الكهربائية المصرية التى لا تقل إنجازا عن نجاح قواتنا المسلحة فى تدمير "خط بارليف" إلا أن شاكر ورجاله نجحوا فى تحويل الظلام الدامس لطاقة نور وأمل وحيوية وأعاد الثقة بين المواطن وبين وزارة الكهرباء وقياداتها التى غاب عنها الإنسجام نتيجة انقطاعات التيار المستمرة الأمر الذى أصبح مجرد "سراب" الآن ....

 

وأخيرا ما حدث بقطاع الكهرباء أشبه ببناء الهرم الأكبر التى واجهت مراحل بنائه صعوبات وصعوبات إلا أنها نجحت وبكل تأكيد فى تأمين الطاقة الكهربائية ووجود فائض فى إنتاج القدرات والتى ساهمت بالفعل فى تغير الأوضاع وتبدّل الطباع ، بما أبطل استراتيجيات عظمى كانت تسعى ولا تزال لتدمير هوية الدولة المصرية .

 

وقد صدق الكاتب الأديب والمسرحي الكبير توفيق الحكيم حين أشار إلى أن تحت الجلد المصري ستة آلاف سنة من الحكمة والنجاح والإعجاز والإتقان ، وعليه فقد استدعى المصريون هذا الرصيد لتخرج مصر إلى النور.


تم نسخ الرابط
ads