رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

محمد صلاح يكتب:-«قراءة» في فكر كريم بدوى

عالم الطاقة

بعد مرور عام بالتمام والكمال علي تولي المهندس كريم بدوى قيادة وزارة البترول والثروة المعدنية في ظروف إستثنائية محليا ودوليا وتقلبات سياسية وإقتصادية ألقت بظلالها علي مجريات الأحداث إلا أنه للمرة الأولي نشهد بزوغ مدرسة جديدة أسس قواعدها وزير البترول الحالي بفكر مختلف عن المدارس السابقة في القرارات وخاصة المناصب القيادية والدائرة القريبة من مركز صنع القرار ٠٠٠

بمنتهي الإنصاف والشفافية يخطئ من يرى أو يظن أن كريم بدوى جاء بأجندة جديدة تضمنت تصفية حسابات أو اتخاذ قرارات نقل تعسفية بحق بعض القيادات السابقين بل جاء بفكر جديد وفلسفة مختلفة من خلال نشأته في بيئة دبلوماسية وطنية ووجود محاور ثلاث أثرت في شخصيته ابرزها خبرته التي استسقاها في كبرى الشركات الاجنبية وتقلده لمناصب عدة عالمية بروسيا وأمريكا وبالأخص رحلة عمله الطويلة بشركة شلمبرجير التي قلما تحتفظ بالخبرات القديمة إضافة لترعرعه ونشأته في بيت وطني له باع سياسي واجتماعي فوالده سفير سابق وشقيقه سفير حالي وهما كعائلة تمتلك رصيد من العمل والإسهامات المجتمعية اما المحور الثالث الذي يميز وزير البترول الحالي رغبته الملحة الناتجة عن شخصيته في عدم الاعتراف سوى بالنجاح الباهر وليس اي نجاح ٠٠٠

يقود وزير البترول الحالى القطاع بشكل حرفي كمدرسة جديدة تسطر خطوطها بوضوح لتكون نواة من سبقوها من مدارس عبد الهادي قنديل و حمدي البنبى وسامح فهمى وطارق الملا فكلا منهم له منهج واضح وسياسة مختلفة عن الاخر٠٠

فكانت أولي قراراته الاستعانة بشاب أسمر في بداية الخمسينيات من عمره لا يعرف سوى العمل والاجتهاد وله نجاحات عدة في مجالات مختلفة خلال فترات قيادته لكيانات كبرى عملاقة مثل الحفر المصرية وجابكو وبدرالدين ليقود مسيرة هيئة البترول في وقت شديد الحرج ونجح في الاختبار الذي كلف به٠٠٠

لعل من سمات القائد المتميز حسن إدارته المتزنه لملف الموارد البشرية الذي يدار بحنكة وتريث شديد ولا يعترف بالمشاعر الشخصية ولا القرب او البعد الشخصي ولا أقدمية المكان فهو يعمل لانجاح منظومة لا لأشخاص وسنرى في القريب العاجل آثار لهؤلاء اللذين زعم البعض أنهم أطيح بهم بل يثبتوا  يوما تلو الاخر صحة القرارات وتعظيم الاستفادة بهم في صناعة الفارق في مجال عملهم الجديد وعلي سبيل المثال ناصر شومان و حسانين محمد ومن الشباب الصاعد الذي منحهم فرصة ومساحة واسعة في العمل ولكنهم تحت المنظار احمد راندي ومحمد الباجوري ولعل التغيرات الأخيرة التي جاء بها ليؤكد علي دور الشباب حيث أتي بمديرة مكتب فني لم تتجاوز الأربعين عام من عمرها للمرة الأولي إلا أنها تتميز بثقل وخبرة فنية ثم اول مرة يعيد تجربة عمرو مصطفي في تكليف واختيار الشاب عمرو عوض مديرا لمكتبه لتصبح سابقة في تاريخ القطاع ومنهج يحتذي به ثم جاء ولأول مرة في تاريخ قطاع البترول المصرى بنائب للشئون الإدارية أحمد جمال لما يتمتع به من  خبرات ادارية متنوعة مع الشركاء الأجانب وعلي دراية تامة بأساليبهم في العمل ليحدث نقلة نوعية في مجال عمل الشئون الإدارية بالهيئة ٠٠

يحسب لوزير البترول قراره الأخير بترقية أحد الكوادر الوطنية المجتهدة في القطاع الذي صال وجال مؤخرا ونجح بإقتدار في قيادة إيجاس ليستكمل مسيرته جنبا الي جنب مع الوزير ليكون السند والخبرة والثقل في الوزارة كونه وكيل أول الوزارة ٠٠٠٠

كما جاء بعمرو لطفي رئيسا لميدور ليستفيد من خبراته التسويقية ليعيد للشركة  رونقها التجارى العالمي بجانب كونها منظومة امان للسوق المحلي ٠٠٠ ولم يغفل الخبرات الموجودة داخل الكيان علي رأسهم الدوؤوب الدكتور محمد عاطف ليكون نائباً له لما له من خبرات متصلة في الشركة وما يتمتع من خبرات عملية وعلمية طويلة

ولعل قرار الإستعانة بالمحاسبة أمل طنطاوى كقيادة نسائية من طراز خاص لتولي مالية هيئة البترول جاء بدراسة ودقة شديدة لما تتميز به طنطاوى المخضرمة الواعدة المتفهمة الهادئة ذات الإحترافية العالية والخبرات المتراكمة بدءا من عملها في الشركات المشتركة مرورا بالشركات الاستثمارية ثم القابضة للبتروكيماويات والقابضة للغازات ايجاس حتي اختارها وزير البترول لتكون الذراع المالي والحارس الأمين لقطاع البترول المصرى فاستحقت عن جدارة هذا المكان بعملها وخبراتها دون وساطة او استغلال نفوذ ٠٠٠كما ظن البعض أن استبعاد هبة عبد القادر من نيابة التجارة الخارجية كان بمثابة إقصاء لها ولكن فكر الوزير عكس ذلك خاصة لما يشهده قطاع البتروكيماويات من نمو تجاه تعظيم الاستفادة من النشاط مما دعاه لدعم الشركة بكفاءة نسائية ٠٠

ثم أخيرا وضع رجل عمل في كبرى الشركات العالمية في مكانه الذي كان يجب ان يكون فيه وهي شركة خالدة للبترول محط اهتمام الوزير لزيادة الانتاج وهو المحور الذي يعمل علي تنفيذه وتحقيقه وزير البترول المصري

لنكن عقلاء ومجردين من المصالح الشخصية عندما نقيم فكر رجل وطني مخلص ترك رفاهيات الحياة وجاء ليعمل بإخلاص في منظومة عمل حكومى كوزيرا لقطاع البترول والثروة المعدنية ٠٠٠

واخيراً فليعلم كل من يجلس علي مقعد او كرسي المسئولية انه ليس بمعزل عن التغيير لأنها حكمة الخالق في تداول الايام وليعلم  كل من تسول له نفسه مستقبلا الاقتراب من المال العام او إفساده او التربح منه بطرق غير شرعية فإن لمصر درع وسيف يحميه ورجال شرفاء لا ينامون الليل حفاظا علي مقدرات الوطن ٠٠٠

تم نسخ الرابط
ads