رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

الذكرى 65 لتأسيس أوبك.. مثل اليوم بدأ عصر جديد لصناعة الطاقة

عالم الطاقة

نشرت وكالة الأنباء الكويتية، تقريرًا بمناسبة مرور 65 عاما على تأسيس منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

وقالت، في مثل هذا اليوم من عام 1960 تأسست منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لتشكل بداية عصر جديد في صناعة الطاقة ودعم استقرار أسواقها وفي الحوار المتعدد الأطراف في ذلك القطاع الحيوي.

وبعد خمسة أيام من الاجتماعات المكثفة في بغداد ما بين 10 و 14 سبتمبر من ذلك العام أعلن ممثلون عن الكويت والسعودية والعراق وإيران وفنزويلا تأسيس (أوبك) لتكون المنظمة الأبرز في مجالها عالميا وذات التأثير الفاعل في أسواق الطاقة وتحقيق مصالح الدول المنتجة والمصدرة للبترول.

ومثل الكويت في الاجتماع التأسيسي للمنظمة أحمد سيد عمر فيما مثل السعودية عبد الله الطريقي والعراق طلعت الشيباني وإيران فؤاد روحاني وفنزويلا خوان بابلو بيريز ألفونزو. وصدر عن الاجتماع التأسيسي للمنظمة قرارات تعبر عن أهم أهدافها ومنها أن الدول الخمس الأعضاء لا يمكنها أن تظل غير مكترثة بالموقف الذي اتخذته شركات البترول العالمية بشأن إجراء تعديلات في الأسعار وستطالب تلك الشركات بالمحافظة على الأسعار مستقرة وغير معرضة لأي تقلبات لا ضرورة لها. وكانت شركات البترول العالمية العملاقة المعروفة بالأخوات السبع عمدت إلى تخفيض أسعار البترول مرتين عامي 1959 و 1960 وهو ما أدى إلى إلحاق ضرر شديد باقتصادات الدول المصدرة للبترول ومن ثم أسهم في الإسراع في تأسيس (أوبك).

وقررت الدول الأعضاء في الاجتماع التأسيسي وضع نظام لتأمين استقرار الأسعار بوسائل من ضمنها تنظيم الإنتاج مع أخذ مصالح الدول المنتجة والمستهلكة بنظرة الاعتبار الكامل ومراعاة ضرورة توفير دخل مستمر للدول المنتجة وإمدادات منتظمة واقتصادية وكفؤة من هذا المصدر من الطاقةالمستهلكة ومردود عادل على رأس المال لأولئك الذين يستثمرون أموالهم في الصناعة البترولية.

وأعلنت تلك الدول حينها أن إنشاء (أوبك) استهدف أيضا التشاور المنتظم بين أعضائها لغرض تنسيق وتوحيد سياساتهم لتقرر الموقف الذي يجب على الأعضاء اتخاذه كلما دعت الحاجة إلى ذلك إضافة إلى ترك الباب مفتوحا أمام كل دولة تصدر كميات مهمة من البترول الخام لأن تصبح عضوا جديدا إذا قبلت بصورة جماعية من قبل الأعضاء الخمسة الأصليين للمنظمة.

واتفقت الدول الأعضاء لوضع تلك القرارات موضع التنفيذ على أن تعقد المنظمة اجتماعات مرتين في السنة على الأقل وكلما اقتضت الضرورة في إحدى عواصم الأعضاء أو في أي مكان آخر كما أنشأت سكرتارية لمتابعة تنفيذ قرارات المنظمة.

والاتفاقية التي أسفرت عن تأسيس منظمة (أوبك) في عام 1960 سجلت في السادس من نوفمبر 1962 في الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة بمقتضى أحكام المادة 102 من دستور الأمم المتحدة.

واتخذت المنظمة في بداية انطلاقتها عام 1960 مدينة جنيف السويسرية مقرا لها حيث بدأت ببناء أجهزتها المختلفة وتحديد وضعها في ضوء القانون الدولي ثم انتقلت بعد خمس سنوات إلى مقرها الحالي في العاصمة النمساوية فيينا.

وعقب تأسيس (أوبك) بدأ عدد من الدول بالانضمام إليها فانضمت قطر بداية 1961 ثم ليبيا وإندونيسيا عام 1962 تلاها عدد من الدول حتى أصبح العدد الحالي للدول الأعضاء 12 دولة.

وعلى مدار العقود السبعة الماضية ظلت منظمة (أوبك) مؤمنة وملتزمة بمبادئ وقيم تبنتها منذ تأسيسها متمثلة في الحفاظ على دورها القيادي في دعم استقرار أسواق النفط ومن ثم دعم استقرار أسواق الطاقة على الصعيد العالمي.

ويدير (أوبك) مجلسان الأول مجلس المحافظين الذي ينظم العمل ويدير المنظمة بشكل رئيسي أما المجلس الثاني فهو المجلس الاقتصادي الذي يعد الدراسات الاقتصادية للمنظمة إضافة إلى وجود عدد من اللجان المتنوعة كلجنة مراقبة الإنتاج ولجنة التدقيق الداخلي.

وفي عام 1976 أسست منظمة (أوبك) صندوق أوبك للتنمية الدولية ومقره فيينا ليكون مؤسسة دولية للتمويل الإنمائي بهدف تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة والدول النامية وتقديم معونات وقروض لها بشروط مرنة وميسرة.

وتؤدي الكويت دورا بارزا في أنشطة (أوبك) من خلال مجالسها ولجانها الفنية المختلفة وتسهم في اتفاق خفض الإنتاج الموقع بين المنظمة والدول من خارج (أوبك) المعروف باسم اتفاق أوبك بلس).

وكانت مشاركة الكويت في تأسيس المنظمة عام 1960 استشرافا من قيادتها الحكيمة لأهمية ذلك الكيان في الحفاظ على مصالح الدول المنتجة والمصدرة للبترول ورؤية سديدة لمستقبل هذا القطاع الحيوي وأهميته العالمية.

وأسهمت الكويت عبر العقود الماضية إسهاما بارزا في جميع

أنشطة المنظمة وحرصت على إنجاح أعمالها واجتماعاتها من خلال عمل مسؤوليها وكوادرها الذين تعاقبوا على المنظمة من وزراء ومحافظين وعاملين في قطاعاتها المختلفة. وفي الثالث من يناير 2022 زكت الدول الأعضاء في المنظمة الكويتي هيثم فيصل الغيص لتولي منصب الأمين العام للمنظمة لمدة ثلاث سنوات تبدأ في الأول من أغسطس 2022 ثم جددت اختياره لهذا المنصب لمدة ثلاث سنوات أخرى تبدأ في أغسطس 2025 مما يعكس مكانة الكويت المرموقة والمؤثرة داخل المنظمة.

تم نسخ الرابط
ads