رئيس مجلس الإدارة
عبدالحفيظ عمار
رئيس التحرير
محمد صلاح

لماذا تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على النفط والغاز حتى 2050؟.. تحليل

عالم الطاقة

تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050، متوقعة أن يفشل العالم على الأرجح في تحقيق أهدافه المناخية  وذلك فى تقريرها السنوي "توقعات الطاقة العالمية" الصادر اليوم الأربعاء حيث أنه في ظل السياسات الحالية سيصل الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يومياً بحلول منتصف القرن دون الأخذ في الاعتبار الطموحات المناخية. وكانت الوكالة قد استخدمت هذا السيناريو آخر مرة في عام 2019، قبل أن تتحول منذ عام 2020 إلى توقعات تركز على التحول نحو الطاقة النظيفة والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول منتصف القرن لكن لم تُنفذ بعد وكلنا نعلم الموقف الأمريكى الممول الرئيسى للوكالة من الانسحاب من الأتفاقيات المناخية بغرض سياسة زيادة التصنيع مع تشجيع الشركات الأمريكية على زيادة إنتاج النفط والغاز فى عهد الرئيس الحالى "ترامب" التى تناقض سياسة الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن”.
تتوقع الوكالة أن يبلغ الطلب على النفط ذروته نحو عام 2030 أما بالنسبة لحجم  سوق الغاز  الغاز الطبيعي المسال عالميًا فسيرتفع من نحو 560 مليار متر مكعب عام 2024 إلى 880 ملياراً عام 2035، ثم إلى 1,020 مليار متر مكعب عام 2050، مدفوعاً بزيادة الطلب في قطاع الكهرباء نتيجة توسع مراكز البيانات ونمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ذلك يعد تراجع عن توقعاتها السابقة بانتقال سريع نحو الوقود الأنظف لتحقيق أهدافه المناخية.

الخلاصة: من وجهه نظرى فرضت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم استراتيجيتها  فى نصف القرن الحالى على العالم وهو ما يؤكده تقرير وكالة الطاقة  بشأن الأعتماد على البترول كمصدر أساسى للطاقة بغض النظر عن التأثير المناخى السلبى وارتفاع معدل درجات الحرارة عن الطبيعى مما يهدد بكوارث مناخية وفى نفس الوقت سيتم التحكم الأمريكى الكامل فى اسعار النفط جيوسياسيا ليظل سعر برميل برنت يتراوح بين 60 و70 دولار أمريكى وهو السعر المناسب لتحقيق مكاسب من  انتاج الزيت الصخرى ولا يمثل عبء اقتصادى على المواطن الامريكى او تكلفة التصنيع كما تمت مناقشته فى مقالة سابقة لى. يؤكد ذلك أيضا محدودية القدرة التشغيلية النووية الأمريكية المضافة المخطط لها للمفاعلات النووية الأمريكية فى خلال نصف القرن الحالى مع أن الوقود النووي مصدرًا رئيسيًا للطاقة الخالية من الكربون. ان فهم وتحليل الأستراتيجيات العالمية للقوى الكبرى مطلوب لاستيعاب قيمة الجهود الوطنية المبذولة فى مجال توليد الطاقة ومنها تشجيع استكشاف البترول والغاز وتسييله لتصدير جزء منه كمصدر للدخل مع زيادة نسبة الطاقة المستمدة من مصادر متجددة مثل محطتى رياح الزعفرانة وجبل الزيت ومحطات الطاقة الشمسية فى كوم أمبو وغيرها بالاضافة الى الانجاز النووى القريب لتوليد الكهرباء من المحطة النووية بالضبعة من 4 وحدات بقدرة 1200 ميجا وات لكل منها. حفظ الله مصرنا وكتب التوفيق لمسئولينا.

د. نبيه أحمد نبيه
محاضر بترول فى علوم القاهرة 
مساعد رئيس جنوب القابضة للاتفاقيات والاستكشاف سابقا

تم نسخ الرابط
ads